“شخص مخمور” يعتدي على دكتور في الرياضيات وسط جامعة وجدة

أعلن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، أمس الأربعاء، أنه تابع بألم شديد و اهتمام بليغ أحداث و تطورات ” الحدث البشع ” الذي راح ضحيته الشاب المسجل في المختبر بكلية العلوم وجدة والحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة محمد الأول بوجدة بميزة مشرف جدا تخصص رياضيات بعد مسار أكاديمي شاق وطويل – و المشهود له من قبل أساتذته و زملائه الطلاب بجديته و مثابرته – وهو يستعد لاجتياز مباراة أستاذ التعليم العالي مساعد.

وأوضح المرصد في بيان لها، اطلع عليه “سيت أنفو”، أن ” شخص مخمور وتحت تأثير المخدرات “، أقدم في قلب الحرم الجامعي بتوجيه طعنات للشاب الدكتور زكرياء أزناي بتمرير شفرة حادة (زيزوار) على وجهه، أمام مرأى ومسمع الطلبة والطالبات، في تناقض تام مع مقتضيات الفضاء الأكاديمي والمعرفي.

و المرصد الوطني و هو يعبر عن قلقه لما يحدث من مظاهر عنف بكل أشكاله في مجموعة من المواقع المجتمعية ويستحضر فاجعة الحي الجامعي بداية هاته السنة، وجّه دعوته للنيابة العامة لفتح تحقيق في النازلة ومحاسبة المتورطين في ارتكاب هذا الفعل الشنيع.

كما وجّه المرصد نداءً إلى كل الفاعلين الحكوميين والسياسيين والمدنيين والأكاديميين وولاجتماعيين و الأسر بعدم التسامح مع مثل هذه المسلكيات الخطيرة و الأحداث المؤلمة في قلب حرم جامعي يضمن أخلاق ثقافة الاتفاق و الاختلاف حول قضايا المجتمع .

واستنكر المرصد بشاعة الاعتداء الذي تعرض له الشاب زكرياء والذي سيؤثر عليه جسديا و نفسيًا مهما كانت الأسباب والملابسات، معلنا شجبه ظاهرة العنف المدرسي والجامعي خصوصًا و العنف المجتمعي عموماً، سواء تعلق الأمر بعنف المربي تجاه التلميذ أو حتى التهجم على المؤسسة من قبل أولياء التلاميذ، كما طالب بضرورة احترام حرمة المؤسسات والأساتذة و الإداريين والطلاب والتلاميذ.

وفي هذا الصددد، أعلن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، متابعته بألم وأسف شديدين شريط الاعتداء الذي تعرض له أحد طلاب الجامعة المغربية في قلب مؤسسة جامعية، مسجلا رصده لعدد من الأسباب التي تدفع إلى العنف، خاصة في الفضاء المدرسي و الجامعي بسبب تصرف سلبي تجاه الآخر، قد يكون من فرد تجاه فرد أو جماعة أو من جماعة ضد فرد أو ضد جماعة، وهو تحويل لحالات نفسية إلى فعل أو أفعال انتقامية من الآخر أو الآخرين بأشكال ينتج عنها أذى، إما نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو جسدي.

وسجّل أيضا،  أن العنف يتخذ أشكالا متعددة، منها اللفظي، ومنها الجسدي، ومنها الجنسي، ومنها المعنوي، معتبرا أن له “أسبابا تتراوح بين الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والنفسية، والنتائج المباشرة لمقتضيات التنشئة الاجتماعية، والتأثير الآني لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها ومستويات برامجها وأشرطتها، وخصوصا منها الإعلام المرئي والمسموع والوسائط الاجتماعية، بما تبثه من ظواهر العنف والرعب والكراهية والإباحية المطلقة والحقد.

وأكد على أن العنف في مجتمعنا في طريقه ليصبح ” ظاهرة “، بعد أن سجل المغرب لسنوات متعددة حالات معزولة تحصل هنا وهناك، بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي نعيشها اليوم.
و المرصد الوطني و هو يذكر بما يقع من حين لآخر، هنا وهناك، وبشكل معزول، من مثل ما حصل من قبل بمدن تارودانت وورزازات والرباط والقنيطرة وسيدي بنور وبركان وسلا، وما حصل – خلال سنوات مضت- بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية وكلية الآداب بمكناس وكلية الآداب بتطوان وكلية العلوم بالقنيطرة وكلية الآداب بأكادير وكلية العلوم وكلية الحقوق بمراكش وبفاس وتازة، وبالموقع الجامعي الرشيدية، و الحي الجامعي بوجدة وغيرها من المواقع فإنه يستعجل الجهات المسؤولة نتائج التحقيق في ما وقع بالحي الجامعي بوجدة من حريق و اعتداء مع ترتيب الجزاءات، داعيا الجميع إلى ضرورة تحصين المجتمع المغربي عبر مجموعة من المداخل، في مقدمتها المدخل التربوي، لأن التربية أحد مفاتيح الوعي و الأخلاق الحميدة والوطنية و المواطنة.

وطالب قطاعات التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة و التعليم العالي و الشباب و الطفولة و الأسرة و الاوقاف بأن تجعل من التربية على المواطنة و أخلاق التعايش على الاتفاق و الاختلاف أحد الأبواب الكبرى للتنشئة الاجتماعية تعجل بأمر مراجعة المقررات والمناهج التربوية.

ودعا إلى التفعيل الجدي بشروطه المطلوبة للحياة المدرسية و الانشطة الموازية بأنديتها التربوية والحقوقية والبيئية والترفيهية وغيرها، وتوفير الأطر التربوية المتخصصة في علمي النفس والاجتماع والمنشطين التربويين…”، موجّها دعواته إلى المجتمع المغربي بكل مكوناته ومسؤوليه لتحمل المسؤولية الكاملة في التأطير والتكوين والتوعية، ودعم مبادرات التربية على المواطنة بكل قيمها الإنسانية والأخلاقية، وإذكاء ثقافة الحوار والسلم والتعايش…،
وجدّد الإعلان عن تضامنه مع كل ضحايا العنف في المنظومة، من تلاميذ وطلاب وأساتذة وإداريين، وأفراد المجتمع بكل مكوناته ومرافقه، مؤكدا على أن العنف ظاهرة مرفوضة في مجتمعنا بكل المقاييس والقناعات والعقائد الفردية والجماعية”.

وأعاد التذكير، بكون التربية مسؤولية الجميع، أسرة وقطاعات حكومية وجماعات منتخبة ومؤسسات عامة وخاصة، وجمعيات الآباء ومنظمات المجتمع المدني.



whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
محامي يكشف العقوبات التي تنتظر “مومو” والمتورطين في فبركة عملية سرقة على المباشر







انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى