ملتقى الفلاحة بمكناس.. انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث لمبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”-فيديو

جرى أمس الخميس انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث لمبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”، وذلك على هامش فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة الذي تحتضنه مدينة مكناس في الفترة بين الثاني والسابع ماي الجاري.

وتسعى مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” التي أطلقتها المملكة المغربية خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 22” بمدينة مراكش في نونبر 2016؛ إلى المساهمة في الحفاظ على الأمن الغذائي في إفريقيا، وتحسين ظروف عيش الفلاحين في وضعية هشاشة، وتطوير العمل في المجال القروي من خلال التحفيز على الممارسات القائمة على التكيف مع التغيرات المناخية، كما تسعى المبادرة إلى الرفع من قدرات الفاعلين في هذا المجال وتوجيه التدفقات المالية نحو الفلاحين الأكثر هشاشة.

ومنذ إعطاء انطلاقتها، انعقد مؤتمران وزاريان حول المبادرة في المغرب، نظم الأول بمدينة مراكش في شتنبر 2016، عشية انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 22″؛ فيما انعقد الاجتماع الثاني في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير، في نونبر 2019.

وتجسد الاجتماعات الوزارية الخاصة بمبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”، منذ انطلاقها، حدثا هاما بالنسبة لتطور الفلاحة الإفريقية. وفي الوقت الذي يواصل فيه التغير المناخي تهديده الخطير للأمن الغذائي في القارة، يوفر هذا الاجتماع فرصة مؤسساتية مهمة للأطراف الفاعلة في مجال الفلاحة، من أجل تقييم التطورات المسجلة، والتفكير في التحديات، ورسم مسار نحو المستقبل. ويلتئم المشاركون القادمون من مختلف الدول والقطاعات الفلاحية في هذا الاجتماع، لتقاسم خبراتهم وأفكارهم وممارساتهم الفضلى، بهدف تجاوز التحديات التي يطرحها التغير المناخي.

وأفاد بلاغ للمبادرة أن الاجتماع الوزاري المنعقد يومي 3 و4 ماي 2023 على هامش الملتقى الدولي للفلاحة في المغرب (مكناس 2023)، يكتسي أهمية أكبر لكونه ينعقد غداة جائحة “كوفيد 19″، والتي خلّفت تحديات كبيرة بالنسبة للفلاحة الإفريقية، وعمّقت مظاهر الهشاشة الموجودة، ما حتّم القيام بتحرك عاجل لتعزيز مرونتها وقدرتها على التكيف مع صدمات المستقبل.

في إطار هذه الجهود، يأتي الاجتماع الوزاري الثالث لسنة 2023 ليلعب دورا حيويا في تعزيز الأمن الغذائي في مواجهة التحديات التي يشكلها التغير المناخي ومرحلة الإقلاع اللاحقة لجائحة “كوفيد 19”. وستضم نسخة هذه السنة تشكيلة متنوعة من المتدخلين، خاصة منهم المؤسسات المالية والتقنية، والمانحون وممثلو القطاع الخاص، إلى جانب باحثين والمعاهد المتخصصة في التنمية والجامعات والباحثون في العلوم. سيحافظ هؤلاء المشاركون ويطورون، بعملهم الجماعي، الجهود الرامية إلى تقوية قدرات تكيف الفلاحة الإفريقية مع التغير المناخي.

ويعتبر اجتماع اللجنة العلمية من بين اللحظات القوية في أشغال هذا الاجتماع، لما يوفره من منصة للخبراء والباحثين لعرض نتائج بحوثهم، ومناقشة الآفاق المستقبلية، وعرض التوصيات والفرص المتاحة أمام الفلاحة الإفريقية من أجل التكيف مع التغير المناخي.

كما تمثل المائدة المستديرة الخاصة بالمانحين، لحظة قوية أخرى باعتبارها حدثا يناقش فيه أبرز المانحين والمستثمرين، طرق تعبئة المزيد من الموارد المالية اللازمة لدعم جهود تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية.

واجتمع وزراء الفلاحة وصناع القرار الأفارقة الحاضرون في مدينة مكناس في اليوم الثاني من أشغال هذا الاجتماع، لمناقشة التوجهات الاستراتيجية والخطوات الواجب إنجازها في إطار هذه المبادرة. كما سيشكل الاجتماع فرصة متجددة أمام الوزراء والمسؤولين السياسيين القادمين من مختلف دول القارة الإفريقية، لتقاسم التجارب والتصورات المتعلقة بالمستقبل، ووجهات النظر الخاصة بالتحديات والفرص التي تواجه الفلاحة الإفريقية، وذلك لرسم مسار العمل من أجل المستقبل.

ستساعد هذه النقاشات في بلورة استراتيجيات قابلة للإنجاز لضمان استمرار الإنتاج الفلاحي في مواجهة التغير المناخي، وحل المشكلات التي تواجه صغار الفلاحين. كما تشكل هذه اللقاءات فرصة ثمينة لخلق شبكات، وبناء شراكات وفتح مسارات جديدة أمام الابتكار الفلاحي.

يشار إلى أن المملكة المغربية أطلقت مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” المعروفة اختصارا باسم “مبادرة AAA”، خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 22” بمدينة مراكش بين 7 و18 نونبر 2016.

وتهدف هذه المبادرة إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا، وتحسين ظروف عيش الفلاحين في وضعية هشاشة، وتطوير العمل في المجال القروي من خلال التحفيز على الممارسات المبنية على الملاءمة مع التغيرات المناخية، كما تسعى إلى الرفع من قدرات الفاعلين في هذا المجال وتوجيه التدفقات المالية نحو الفلاحين الأكثر هشاشة.

كما تستجيب مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” لمقتضيات اتفاقية باريس حول التغيرات المناخية، من خلال مساعدة الدول الإفريقية على تفعيل التزاماتها الفردية المتعلقة بخفض الانبعاثات الحرارية، والملاءمة مع التغيرات المناخية.

وتشجع مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” على إنجاز مشاريع ملموسة تتعلق بتدبير التربة ومياه السقي والتعاطي مع التهديدات المناخية، وذلك بهدف الرفع من مرونة الفلاحين والتشجيع على الممارسات الفلاحية المستدامة القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية.

وتعترف مبادرة “من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” بأهمية الفلاحة في الاقتصادات الافريقية، وتعمل على الحيلولة دون تخلفها عن الركب في سياق الجهود المبذولة لمكافحة آثار التغيرات المناخية.


تساقطات ثلجية ورياح عاصفية تضرب هذه المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى