قطاع السياحة بورزازات يتراجع بـ77 % ومهنيون يرسمون صورة قاتمة للوضع

رسم مهنيو السياحة صورة قاتمة حول مستقبل السياحة بورزازات، نتيجة إغلاق الفنادق والتراجع المقلق في حركة النقل الجوي وعدد الوافدين وليالي المبيت، حيث سجل القطاع تراجعا بنسبة 77 في المائة في الأشهر الستة الأولى من الموسم السياحي الجاري.

وكشف الزوبير بوحوت فاعل سياحي، أنه بعد عامين من الركود بسبب الجائحة، بدأ القطاع السياحي يسترجع عافيته في الكثير من الوجهات السياحية المغربية، حيت عرفت حركة الملاحة الجوية والبحرية وعدد الوافدين وليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي انتعاشة مهمة ابتداء من شهر ماي على وجه الخصوص، بحسب ما أفاد به الزوبير بوحوت، في حديثه لـ”سيت أنفو”.

لكن بالمقابل، لازالت وجهة ورزازات تعيش أزمة هيكلية، حيت تسارعت المشاكل بشكل جلي منذ سنة 2018، كما تفاقمت الأزمة سنتي 2020 و2021 بسبب الجائحة ولم تتمكن ورزازات من الخروج من منطقة الخطر بعد رفع كل الإجراءات الاحترازية واستئناف النشاط السياحي بكل ربوع المملكة، بحسب المتحدث ذاته.

ويرجع سبب هذا الركود المستمر في القطاع السياحي إلى مجموعة من العوائق من أهمها، ضعف النقل الجوي وقلة الاستثمارات مع تسارع إغلاق الفنادق بالإضافة إلى غياب أو ضعف ميزانيات الترويج.

وأوضح الزوبير بوحوت الفاعل السياحي، أن مطارات المملكة عرفت انتعاشة ملحوظة في شهر يونيو 2022 حيت تجاوز عدد المسافرين أكثر من مليون و874 ألف مسافر وهو ما يمثل حوالي 89 في المائة من الرقم المسجل في شهر يونيو 2019 (قبل الجائحة)، كما أن الرقم التراكمي لستة أشهر الأولى بلغ أكثر من 7 مليون و 439 ألف مسافر (64 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من 2019).

واذا كانت جل مطارات المملكة قد سجلت نسب استرجاع هامة كتطوان 444 في المائة، وجدة 104 في المائة، فاس 72 في المائة، أكادير 63 في المائة، طنجة والصويرة 61 في المائة، الدار البيضاء 59 في المائة، مراكش 56 في المائة، إلا أن مطار  ورزازات لم يسجل سوى نسبة استرجاع في حدود  45 في المائة، وهو الشي الذي سيفقده ترتيبه مقارنة مع المطارات المنافسة حيت تراجع ب 3 مراتب كما أنه سيفقد مراتب إضافية في الأشهر القليلة المقبلة.

وأضاف بوحوت أنه بالرغم من المجهودات المبذولة ابتداء من سنة 2012 لتقوية الربط الجوي وهو ما مكن من توقيع اتفاقيات لربط ورزازات مع مجموعة من المطارات الأوروبية فضلا عن الربط مع مطار مراكش سنة 2017، ثم الربط مع مطارات مدريد ثم مرسيليا وبوردو وباريس بواسطة شركات النقل الجوي ذات التكلفة المنخفضة، وهو المعطى الذي كان من المفروض أن يجعل ورزازات تنطلق من جديد لتحقق أرقام في مستوى تطلع المهنيين والمسؤولين على حد سواء، إلا أن مسلسل التراجع سيبدأ ابتداء من 2018 حيت قام مجلس الجهة بتوقيع اتفاقية مع الخطوط الجوية الملكية لتقوية الخطوط الداخلية وهي الاتفاقية التي كرست التراجع المهول في النقل الجوي بالنسبة لورزازات، بالإضافة إلى ملحق الاتفاقية  التي تم توقيعه سنة 2019.

ومن القرارات التي ستزيد من تأزيم الوضعية بورزازات عامة والقطاع السياحي على وجه الخصوص، اعتماد برنامج التنمية الجهوي الذي سيزيد من أزمة إقليم ورزازات سياحيا، حيت ستتم برمجة رحلتين في الأسبوع انطلاقا من كل من مراكش وأكادير وفاس و طنجة في اتجاه الراشيدية بالإضافة إلى رحلة يومية من مطار الدار البيضاء بواسطة طائرة من الحجم الكبير (عدد المقاعد يتجاوز 120 مقعد) في حين لن تنال ورزازات سوى 4 أو 5  رحلات أسبوعية من وإلى  الدار البيضاء ( طائرة ATR ذات 72 مقعد) بالإضافة إلى “رحلتين أسبوعيتين” فقط من وإلى مراكش.

وقد كان لتراجع النقل الجوي، بالإضافة إلى عوامل أخرى الوقع السلبي على نشاط القطاع، حيت لم تسترجع ورزازات سوى 23 في المائة من نشاطها، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 77 في المائة برسم الـ6 أشهر الأولى من 2022 مقارنة مع نفس الفترة من 2019، في حين استرجعت جل الوجهات السياحية الأخرى نشاطا تجاوز ال50 في المائة في نفس الفترة (62 في المائة بالنسبة لأكادير، 66 في المائة بالنسبة لطنجة، 63 في المائة بالنسبة لتطوان، 52 في المائة بالنسبة للصويرة، 51 في المائة بالنسبة لمراكش.


سفيان رحيمي يثير ضجة في مصر

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى