شمس الدين ماية يكشف تأثير فيروس “كورونا” على الاقتصاد المغربي

 أمينة أرسلان

مع تزايد خطر فيروس كورونا، الذي أودى إلى حدود اليوم الإثنين 9 مارس الجاري، بحياة 3816شخصا، وإصابة حوالي مائة وعشرة آلاف شخص (109.951)، في العديد من دول العالم، قامت العديد من الدول باتخاذ إجراءات صارمة لوقف انتشار الفيروس بشكل واسع، منها منع بعض المعاملات التجارية مع بعض الدول، بالخصوص الصين التي تعد البلد الأول المصدر لكورونا بعد انتشاره في مدينة ووهان.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور، شمس الدين ماية، رئيس شعبة الاقتصاد والتدبير، بالكلية المتعددة التخصصات بآسفي في اتصال له مع “سيت أنفو”، أنه باعتبار الصين كقوة كوكبية اقتصادية واعتباره مصنع العالم، فإن كل تباطؤ اقتصادي حاد ناجم عن هذا الوباء سيكون له حتما عواقب على صحة الاقتصاد العالمي.

وأفاد شمس الدين ماية، أن العديد من الفاعلين الاقتصاديين في المغرب يستوردون كمية كبيرة من بضائعهم من “الإمبراطورية الوسط”، مبرزا أن الصين هي الشريك التجاري الرابع للمغرب، وفقًا لإحصائيات أرباب العمل المغاربة، حيث زاد حجم التجارة بين المغرب والصين على مدار الأعوام الثلاثة الماضية بنسبة 50 %، كما زادت صادرات المملكة لشريكها الصيني بنسبة 60%، وبلغت المعاملات التجارية للصين مع المملكة 49.8 مليار درهم في عام 2018 (أي 6.6 % من تجارة المغرب).

وأفاد المتحدث نفسه، أنه بسبب فيروس كورونا، حذرت جميع العلامات التجارية العالمية الكبرى الآن شركائها المغاربة من استيراد المنتجات الصينية لإخبارهم بأنهم سيتأخرون من 9 إلى 12 أسبوعًا، وهذا أمر حساس للغاية، لأنه يمثل خسارة بنسبة 20 %، وحتى 30 % من مبيعات المستورد، بحسب تعبير ماية.

وأضاف شمس الدين ماية، أن جزءا كبيرا من المستوردين يضطرون لإيجاد بديل آخر، لا سيما عن طريق الاستيراد من بلدان أخرى مثل إندونيسيا وتايلاند …، حتى يتم إيجاد حل لحل الوضع في الصين.

وأوضح ماية أنه يجب التوضيح على أن المغرب يستورد من الصين عدة أنواع من المنتجات، بما في ذلك الشاي الأخضر والمنتجات الصناعية الخفيفة ومنتجات النسيج والمنتجات الميكانيكية والإلكترونية.

وأشار إلى أن حوالي 20 % من صادرات الشاي الصيني في عام 2018، كانت توجهت إلى المغرب، مبرزا أن  هذا القطاع يعاني حاليًا من أزمة “فيروس كورونا”، حيث يواجه مستوردو الشاي المغاربة صعوبات لعدة أسابيع فيما يتعلق بدائرة التزويد في الصين.

وتابع شمس الدين ماية، أنه كل عام ، يستورد التجار المغاربة ما لا يقل عن 70.000 طن من الشاي الأخضر من الصين، مشيرا إلى أن الأرقام الصادرة عن الجمعية المغربية لصناعات الشاي والقهوة تظهر أن المغرب هو الشريك الأول للصين بأكثر من 25%، من إجمالي صادرات الشاي الصيني، وبالتالي فإطالة الوباء سيضر بالضرورة بأعمالهم.

وأردف أن هذا الاضطراب في عملية العرض هو نتيجة لإغلاق المصانع وغيرها من وحدات الإنتاج في البلاد التي قررت السلطات الصينية إغلاقها للحد من مخاطر انتشار المرض.

وأشار شمس الدين ماية، إلى أن العواقب الأولى لفيروس كورونا على قطاع السياحة المغربي ستكون وخيمة إذا علمنا أن 150 ألف صيني زاروا المغرب في عام 2019، ولم يتوقف عددهم عن الزيادة في السنوات الأخيرة، وهذا الرقم سوف لن يتم التوصل إليه في عام 2020، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام (يناير وفبراير ومارس)، مع العلم أن موسم الذروة للسوق الصينية يمتد من يناير إلى أبريل ( المدن الأكثر زيارة وبالتالي الأكثر معاقبة ورزازات وشفشاون)، يقول شمس الدين ماية.

 

 

 

 

 


نشرة إنذارية: رياح قوية مرتقبة ليومين متتاليين بعدد من المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى