81 في المائة من الرؤساء التنفيذيين المغاربة واثقون من آفاق نمو الاقتصاد المغربي

شملت هذه الدراسة الاستقصائية أكثر من 4،700 مديرًا تنفيذيًّا من 109 دول، منهم مديرين من المملكة المغربية والمغرب العربي من أجل اكتساب فهم أفضل للتحديات الاقتصادية والاستراتيجية التي تواجه منطقتنا.
تفاؤل متجدد على الرغم من التهديدات الجيوسياسية
جدّد المديرون التنفيذيون ثقتهم في الاقتصاد المغربي (81٪ من المشاركين في الدراسة)، على الرغم من السياق العالمي الذي يتسم بتوترات جيوسياسية شديدة الخطورة. وبالرغم من تسجيل تراجع طفيف عن نسبة 90٪ المسجلة في عام 2024، يظل هذا التفاؤل دليلاً على مرونة النسيج الاقتصادي للمملكة.
هذه التهديدات الجيوسياسية اعتبرها 34٪ من المديرين التنفيذيين المغاربة مصدر القلق الرئيسي حاليًّا. وعلى الرغم من هذا المناخ غير المستقر، لا يزال 90٪ من المديرين التنفيذيين واثقين من أن شركاتهم ستنمو خلال الاثني عشر شهرًا القادمة. وعلى الصعيد الدولي، فالحذر هو سيد الموقف، إذ اعتبر 51٪ من المشاركين في الدراسة إنهم متفائلون بشأن الاقتصاد العالمي، مقارنة بـ 58٪ في العام الماضي.
وفي تفسيره لهذه الأرقام، يقول رضا لوماني، الشريك الإداري الجهوي لمكتب PwC في المغرب،» رغم البيئة الاقتصادية المتغيرة باستمرار، لا تزال الشركات المغربية متفائلة بآفاق نموها. ومن خلال التزامها بتحقيق تحول مستدام، تعتمد هذه الشركات نهجًا عمليًا يجمع بين الابتكار التكنولوجي وتعزيز رأس المال البشري. كما أن قدرتها على التكيف مع التحديات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي، تعكس رغبتها في بناء مستقبل أكثر مرونة وازدهارًا.
مخاطر الأمن الرقمي والمخاطر المناخية، بين الثبات والتطور
تظل مخاطر الأمن الرقمي والمخاطر المناخية في قلب اهتمامات المديرين التنفيذيين المغاربة. ففي دراسة عام 2025، عبر 58٪ منهم على أنهم معرضون للتهديدات الرقمية التي اعتبروها عاملًا مدمرَّا للقيمة.
ومن جانبه، برز الذكاء الاصطناعي كرافعة رئيسية للتحول وخلق القيمة. يحظى اعتماد الذكاء الاصطناعي باهتمام كبير في المغرب، حيث أعرب 71٪ من المديرين عن قناعتهم بأن الذكاء الاصطناعي سيُدمج في أعمال شركاتهم. ففضلًا عن تحسينه للكفاءة التشغيلية، صار الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية لتسريع تحول الشركات وتعزيز مرونتها. وعليه، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم في قلب جداول أعمال الرؤساء التنفيذيين.
وفي ذات الوقت، ازداد القلق إزاء المخاطر المناخية، مما يدل على تزايد الوعي بالقضايا البيئية. إذ أعرب 45٪ من الرؤساء التنفيذيين المغاربة عن إيلائهم اهتمامًا خاصًّا باللوائح المتعلقة بالحد من انبعاثات الكربون. ويفسر هذا الاهتمام على وجه الخصوص بتداعيات هذه اللوائح، والتي يمكن أن تقيد الوصول إلى بعض أسواق التصدير (على سبيل المثال، آلية الاتحاد الأوربي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية).
النمو الخارجي، رافعة أساسية لتحول الشركات وبلوغها الأسواق العالمية
تسعى الشركات المغربية إلى تعزيز حضورها في الأسواق الدولية، وتراهن على عمليات الاستثمار الخارجي لتعزيز مكانتها في الأسواق الاستراتيجية. في هذا الصدد، عبّر 47٪ من المديرين التنفيذيين أنهم يخططون لإجراء عملية استحواذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما يعكس طموحاً قوياً للتوسع. وهو ما يحدث بالفعل، حيث قال 39٪ من المديرين التنفيذيين إنهم قاموا بعملية استحواذ واحدة مهمة على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية.
تعقيبًا على ما خلصت إليه الدراسة، يقول جوناثان لو هنري، شريك ” Strategy&” (ذراع الاستشارات الاستراتيجية لـ PwC) ورئيس مكتب “Strategy&” في المغرب العربي «تدخل الشركات المغربية الآن مرحلة جديدة أصبح فيها التحول التكنولوجي شرطاً أساسياً لنجاحها. وفي هذا السياق، تلعب الأسهم الخاصة أيضاً دوراً رئيسياً في تحول شركاتنا المحلية وفي دعم مشاريع التوسع خارج حدود المغرب».
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية