3 مليار درهم لاستيراد الحبوب.. مطالب للحكومة بالتحرك لضمان قمح المغاربة
في الوقت الذي يحتاج فيه المغرب إلى استيراد حوالي 87 مليون قنطار من القمح هذه السنة، بقيمة تقدر بحوالي 3 مليار درهم، باتت الحكومة مطالبة باتخاذ إجراءات حمائية مهمة، لضمان ما يحتاجه المغاربة من الحبوب، التي يستهلكونها بشكل كبير وينفقون حوالي 40 في المائة من دخلهم على هذه المادة، التي ارتفعت أسعارها على الصعيد الدولي بنسبة بلغت 52 في المائة.
وقالت نادية تهامي، النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، إن المستهلك المغربي والمستثمرون المغاربة في قطاع الحبوب يتابعون بترقب وقلق كبيرين، تطورات وانعكاسات الحرب الأوكرانية-الروسية على الحبوب في السوق الدولية والداخلية، بحيث تعد هذه الدولة المورد الثاني للمغرب من الحبوب، خصوصا القمح اللين والشعير والذرة.
وأضافت عضو لجنة القطاعات الاجتماعية في سؤال كتابي وجهته إلى محمد صديقي وزير الفلاحة، أنه أمام الارتباك الحاصل في التزود بهذه المواد، التي تعد بلادنا ثالث مستهلك لها في افريقيا، خصوصا مادة القمح، وانطلاقا من معطيات رسمية، فإن المخزون الوطني من الحبوب يغطي أشهرا قليلة مقبلة، كما أن التساقطات ببلادنا جاءت متأخرة مما سيؤثر سلبا على نسبة الناتج الداخلي الوطني المرتبط بالقطاع الزراعي.
وتابعت البرلمانية عن حزب الكتاب، أن الحكومة مطالبة باتخاذ إجراءات تضمن الإنتاج الوطني للحبوب، وذلك أخذا بعين الاعتبار الوضعية الدولية، إذ إنه بالنظر للهواجس التي ترافق المستثمرين في القطاع، حول مسألة الحفاظ على حصتهم في السوق الدولية، خصوصا بعد تزايد المنافسة على سلع الحبوب، ولأن الظرفية الدولية الحالية وصعوباتها، تحتاج لتحويل الأزمة إلى فرصة، فإن وزارة الفلاحة مطالبة بالتفكير في إعادة النظر في نظام الاستيراد المغربي في قطاع الحبوب، وفي البحث عن سبل فعالة لإقامة سيادة غذائية وطنية، بمقاربة زراعية تعزز وتدعم الإنتاج الوطني من الحبوب الزراعية.
ودعت البرلمانية محمد صديقي وزير الفلاحة إلى اتخاذ إجراءات تهم السنة الزراعية المقبلة، مع اتخاذ حوافز لتعزيز الإنتاج الوطني للحبوب.
وكان تقرير وطني صدر قبل حوالي أسبوعين، أوضح أنه في سنة عادية، يقدر إنتاج المغرب من الحبوب خلال موسم فلاحي عادي ب 70 مليون قنطار، فيما يستورد المغرب 50 مليون قنطار إضافية. لكن، مع موسم الجفاف الاستثنائي الذي عرفه المغرب، على غرار الموسم الفلاحي 2019/2020 استورد المغرب خلال هذه الفترة 87 مليون قنطار من الحبوب، بينها 37 مليون قنطار من القمح اللين.
وبما أن المغرب عرف جفافا في الموسم الفلاحي الحالي 2021/2022 فإن تقديرات محصوله من الحبوب هذا الموسم لا تتعدى 25 مليون قنطار، وهو ما يعني حاجته لاستيراد 87 مليون قنطار، بما يقدر ب 2.9 مليار درهم بالأسعار الحالية، وهو ما يعني نصف قيمة ما يصدره المغرب من منتجاته الفلاحية.
وبالنسبة للقمح، فإن المغرب يستورده من أربعة دول رئيسية، على رأسها السوق الروسية والأوكرانية بحوالي نصف وارداته.
وبلغة الأرقام، فإن السوق الفرنسية تأتي أولا بـ33 في المائة من واردات المغرب من الحبوب، تليها السوق الأوكرانية ب32 في المائة، ثم السوق الروسية ثالثة ب17 في المائة، والسوق الأمريكية ب14 في المائة، ثم دول أخرى ب4 في المائة.