نتائج الجمعية العامة الثامنة والخمسين للاتحاد العربي للنقل الجوي

عقد الاتحاد العربي للنقل الجوي جمعيته العامة الثامنة والخمسين اليوم في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبدعوة كريمة من عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، ورئيس الجمعية العامة الثامنة والخمسين للاتحاد.
وشهدت الجمعية مشاركة أكثر من 300 من كبار التنفيذيين في قطاع الطيران العربي والعالمي، من بينهم الرؤساء التنفيذيون لشركات الطيران الأعضاء في الاتحاد، وشركات الطيران الشريكة، والشركاء الصناعيون، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية.
وتضمّنت جلسات العمل عرضًا لتقرير “حال الصناعة” قدّمه عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد، إلى جانب كلمات لكلٍّ من السيد عبد النبي منار، المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني (ACAO)، والسيد ويلي وولش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، كما شملت جلسة نقاش رفيعة المستوى للرؤساء التنفيذيين حول القضايا الاستراتيجية في صناعة الطيران.
قرار الاتحاد العربي للنقل الجوي بشأن الطيران والبيئة
اعتمدت الجمعية العامة القرار الخاص بـالطيران والبيئة، الذي يؤكد التزام شركات الطيران العربية الجماعي بالنمو المستدام وتحقيق الأهداف البيئية العالمية.
وأشار القرار إلى أن قطاع الطيران، رغم مساهمته بنحو 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، إلا أنه يساهم بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويوفّر أكثر من 10.6% من الوظائف حول العالم من خلال السياحة والتجارة والربط الجوي.
وتضمّن القرار النقاط التالية:
•تأكيد الالتزام بنظام كورسيا (CORSIA) باعتباره الآلية العالمية الوحيدة القائمة على السوق لمعالجة انبعاثات الطيران الدولي، ودعوة الحكومات إلى الوفاء الكامل بالتزاماتها تجاه منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
•التأكيد على ضرورة تسريع تقييم الإيكاو لآلية اعتماد الاستدامة لوقود الطيران منخفض الكربون (LCAF) إلى جانب وقود الطيران المستدام (SAF) وأنواع الطاقة النظيفة الأخرى، دون استبعاد أي مصدر أو تقنية.
•دعوة الحكومات العربية إلى ضمان توافر كميات كافية من أرصدة الكربون المعتمدة ضمن إطار كورسيا، وإلى إعطاء الأولوية لإنتاج وقود الطيران منخفض الكربون ووقود الطيران المستدام و eSAF في الدول العربية كركيزة للنمو البيئي المستدام للقطاع.
•التأكيد على ضرورة الاعتراف العالمي بخفض الانبعاثات الناتج عن استخدام الطاقة النظيفة أو التعويضات الكربونية، لتجنّب الازدواجية في الالتزامات.
•التشديد على أن الضرائب والإجراءات الانفرادية ترفع تكاليف السفر وتقيّد نمو القطاع دون تحقيق فوائد بيئية حقيقية.
تقرير حال الصناعة
قدّم الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، السيد عبد الوهاب تفاحة، تقرير “حالة الصناعة”، مؤكدًا أن صناعة النقل الجوي قد تعافت بالكامل من آثار الجائحة، متجاوزة مستويات عام 2019 في عام 2024، وحققت نتائج تشغيلية ومالية قياسية.
ومن المتوقع أن ينمو حجم الحركة الجوية العالمية بنسبة 5.8% في عام 2025، مع بلوغ معامل إشغال المقاعد 83.9%، في حين يُتوقع أن تحقق شركات الطيران العربية هامش تشغيل يقارب 12%، وهو من بين الأعلى على مستوى العالم.
كما أشار تفاحة إلى استمرار تحديات سلاسل التوريد، مع وجود تراكم طلبات يتجاوز 17,000 طائرة حول العالم، وتأخر في عمليات التسليم، وارتفاع في تكاليف الإيجار بنسبة 46%، مما يؤدي إلى زيادة عمر الأسطول وارتفاع تكاليف الصيانة واستهلاك الوقود.
وفيما يتعلق بالتنمية البيئية، أوضح أن الصناعة تواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهداف كورسيا نتيجة محدودية الوصول إلى وقود الطيران المستدام (SAF) وأرصدة الكربون، داعيًا إلى تنسيق عالمي يمنع تجزئة الإجراءات الإقليمية التي تزيد من التكاليف والتعقيد.
ورغم هذه التحديات، جدد الأمين العام التأكيد على التزام شركات الطيران العربية بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، مشدداً على أهمية دورالحكومات والمصنّعين ومورّدي الطاقة في توفير الحوافز اللازمة لدعم تحقيق هذا الهدف.

