من بينهم طبيب ومهندس.. أثرياء جدد في المغرب بفضل البورصة

أسهمت الإدراجات التي شهدتها بورصة المغرب في السنوات القليلة الماضية، في ظهور أثرياء جدد. فالارتفاع المهم في القيمة السوقية للشركات المدرجة في البورصة بسبب تزايد الطلب بشكل أكبر من المستثمرين الأفراد على عرض قليل من الأسهم، أدى إلى ارتفاع الأسعار منذ العام الماضي حتى اليوم، وبالتالي ظهور أصحاب الثروة بين جيل جديد من المؤسسين ورواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين.

وحسب صحيفة “asharqbusiness” فإن بورصة الدار البيضاء تشهد إدراجاً واحداً في العام كمتوسط، حيث يتم حالياً تداول أسهم 77 شركة في المجموع فقط بقيمة تناهز 86 مليار دولار.

وكشف المصدر ذاته عن الوجوه الثرية الجديدة حيث تطرق في تقريره إلى رحلة طبيب تخدير، حيث أكد أن بورصة المغرب استقبلت في دجنبر من سنة 2022، وافداً جديداً. ويتعلق الأمر بأول شركة تعمل في القطاع الصحي “أكديطال” التي أسسها الطبيب المختص في التخدير رُشدي طالب عام 2016، وأصبحت اليوم تدير أكبر شبكة للمستشفيات في القطاع الخاص في المملكة. وأصبحت اليوم قيمتها السوقية تناهز 16.8 مليار درهم، بعد ارتفاع سهمها منذ الإدراج حتى الآن بنحو 297%.

ويتولى رُشدي منصب الرئيس التنفيذي للشركة ولديه حصة مباشرة تبلغ 11.3% تمثل ثروةً بنحو 1.9 مليار درهم.

من بين الوجوه البارزة أيضا، حسب التقرير، محمد بوزوبع الذي أسس شركة “تي جي سي سي” (TGCC) للبناء وهو بالكاد أتم عقده الثالث. لكن عمره لم يمنع شركته الصغيرة بعد سنوات قليلة من الظفر بأول صفقة حكومية كبيرة لبناء ملعب كرة القدم بمدينة فاس عام 1999، كما حظيت شركته بتشييد عدة فنادق ومحطات قطار ومشاريع عقارية وجامعات ومستشفيات، وامتدت مشاريعه إلى خارج المملكة نحو دول أفريقية، مستفيداً من دعم عدة صناديق استثمارية محلية وأجنبية.

يشار إلى أن شركته أدرجت في البورصة عام 2021، وباتت قيمتها تناهز 22.9 مليار درهم بعدما قفز سعر السهم إلى 433% منذ الإدراج، فيما تقدر ثروة محمد بوزوبع بنحو 17 مليار درهم.

التقرير أيضا تطرق لأفضل شركة في 2024 المعروفة بـ”Jet Contractors” وهي متخصصة في البناء رأت النور عام 1992 من طرف مؤسسها ورئيسها التنفيذي محمد عادل رتابي.
وشهدت الشركة عام 2024 مسار كبيرا وتاريخيا بعدما ظفرت بصفقات عدة في المغرب وخارجه وقفز سهمها ستة أضعاف محققاً بذلك أفضل أداء في البورصة للعام الماضي، وأصبحت قيمتها السوقية تناهز 7.8 مليار درهم.

يملك محمد عادل رتابي حصة تناهز 36% إلى جانب أسرته، وهو ما يمثل ثروةً تقدر بنحو 2.8 مليار درهم. في حين يملك المدير العام عمر عبد القادر تدلاوي حصة تبلغ 9.55% تساوي نحو 753 مليون درهم.

أما على مستوى أول شركة زراعية مدرجة بالبورصة فأوضح التقرير أن “سي إم جي بي” (CMGP)، التي تشمل أعمالها تقنيات الري بالتنقيط وحلول الطاقة الشمسية وتوفير المياه، كما تنتج الأسمدة والبذور ومنتجات العناية بالنباتات، ولها تواجد في دول غرب أفريقيا، حققت عقب طرح أسهمها في البورصة أفضل أداء في تاريخ البورصة خلال 15 سنة الماضية وثالث أفضل أداء على الإطلاق بعدما تلقت طلبات اكتتابات من عدد كبير من المستثمرين.

وارتفع سهم الشركة منذ إدراجها بنسبة 70%، إلى حوالي 5.8 مليار درهم، وهو ما يجعل رئيسها التنفيذي يوسف معماه صاحب ثروة تبلغ 290 مليون درهم، مقابل حصته البالغة 5%.

وعلى مستوى قطاع الأبناك فقد انضم سنة 2023 إلى قائمة الأبناك المدرجة في البورصة مصرف “CFG” وهو أول بنك أعمال في البلاد والذي تحول إلى بنك شامل سنة 2015 بعدما واكب أغلب الطروحات المنجزة في المملكة.

فإدراج البنك في البورصة جعله يحقق مكاسب حتى بلغت القيمة السوقية للمصرف نحو 8.5 مليار درهم، وهو يحقق الآن نمواً برقمين سنوياً على مستوى الإيرادات والأرباح.

وحسب موقع “asharqbusiness” فإن أكبر مستثمر فردي في البنك هو أمين علمي (يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي) بحصة تبلغ 9,14%، تمثل ثروة تبلغ 770 مليون درهم، من أصل قيمة سوقية تناهز 8.5 مليار درهم. قفز سهم المصرف منذ بداية الإدراج حتى اليوم بنسبة 120%، بينما يملك رفيقه دويري (رئيس مجلس الإدارة) حصصاً غير مباشرة عديدة، كما أسس شركات أخرى، من بينها “موتانديس” ويملك حصة 33% من “ريسما” أكبر مجموعة فندقية في المملكة.

وفي السياق ذاته كشف فريد مزوار، المدير التنفيذي لمكتب التحليل المالي والبورصة “إف إل ماركتس” (FLMarkets) أن “الشركات التي طرحت أسهمها في البورصة في السنوات الأخيرة اعتمدت استراتيجيات توسع كبيرة وهو ما جذب طلباً كبيراً من المستثمرين”.

وأكد المتحدث ذاته في حوار له مع “الشرق” أن “المستثمرين يبحثون عن الشركات ذات المشاريع الاستثمارية التوسعية والتي تعتمد أيضاً التواصل المالي المستمر”. وقال إن “القيمة السوقية للشركات ترتفع بشكل أكبر بعد الإدراج وهي الخطوة التي تكون في صالح صاحب الحصة الأكبر سواء المؤسس أو الرئيس التنفيذي، وهي خطوة تنمي الثروة أكثر”.

ومن المتوقع أن تشهد بورصة المغرب أرقاما قياسية جديدة خصوصا أن المملكة تعرف ثورة كبيرة على مستوى البنيات التحتية وغيرها من المجالات على اعتبار أنها ستكون محط اهتمام العالم بتنظيمها كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.


أمطار وثلوج ورياح.. اضطراب جوي مع بداية شهر رمضان بالمغرب

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى