مؤسسة الرعاية “التجاري وفابنك” تحلل تجربة التعليم عن بعد خلال أزمة كورونا
في إطار سلسلة تدواتها “تبادل من أجل فهم أفضل” الخاصة بجائحة كوفيد 19، بثت مؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك يوم الجمعة الماضي، على قناتها عبر اليوتوب ندوتها الرقمية الثالثة حول موضوع : “كوفيد 19 : التعليم الافتراضي يضع استراتيجيته أولا بأول”.
وعرفت هذه الندوة مشاركة الدكتورة إلهام برادة، أستاذة باحثة بـ “إنسياس هير” والنائبة السابقة لرئيس جامعة محمد الخامس بالرباط وإلهام العزيز، مديرة برنامج “جيني” ( تعميم تكنولوجيا الإعلام والتواصل في التعليم الابتدائي والثانوي) بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وحمزة الدباغ المجاز من HEC باريس ومؤسس 3W Academy وعضو تنفيذي بمعهد “الطاهر السبتي” حيث ساهم في إنجاز مشاريع تربوية مبتكرة.
ومكنت هذه الندوة التي أشرف على تنشيطها الصحافية والكاتبة سناء العاجي، من الإحاطة بكافة التدابير التي اتخذتها الوزارة منذ أزيد من عقد لإدماج التعليم عن بعد في المقررات المدرسية والجامعية.
وفي هذا الصدد، تحدثت الدكتورة برادة التي تنكب في هذه الأثناء إلى جانب مجموعة من الخبراء على كتاب أبيض سيصدر لاحقا وسيتضمن توصيات عملية في مجال التعليم الرقمي التي يجب تنزيلها بمجرد تجاوز الأزمة الصحية، فقالت : “إن التعليم الافتراضي ليس بالأمر الجديد على الجامعة، بل يتعلق الأمر في الوقت الراهن باستخلاص الدروس التي استقيناها من هذه التجربة المعيشة خلال أزمة كوفيد 19، وذلك لضمان استمرارية المكتسبات”.
أما إلهام العزيز فذكرت بأنه “على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي، بذلنا جهودا مستدامة منذ سنة 2015 لتزويد المدرسين والتلاميذ، عبر منصة خاصة، بمحتويات بيداغوجية وتكوينات موجهة لفائدة أسرة التعليم، وأود الإشارة إلى أن التحدي الذي رفعه قطاع التربية الوطنية خلال فترة كوفيد 19 تمثل في تقديم 000 6 درس لفائدة 8 ملايين تلميذ عبر ربوع البلاد”.
وللتذكير، فإن برنامج جيني حصل على جائزة اليونيسكو 2018، اعترافا بالتطورات المحققة خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة في مجال التعليم الرقمي.
وحسب هذين الخبيرين في مجال التعليم، بات العرض البيداغوجي اليوم متاحا و أضحت الأقسام الافتراضية واقعا، وما يتبقى فعله هو تحسين البنيات التحتية من أجل تعميم اللوحات الرقمية ذات الاستعمال البيداغوجي في صفوف التلاميذ وربط المناطق المعزولة بقنوات الاتصالات من أجل تحفيز تكافؤ الفرص.
وفي السياق ذاته، أكد السيد حمزة الدباغ بأن “الجوانب التقنية يمكن تسويتها كما أبانت عنها التعبئة القوية لفاعلي الاتصالات والشركاء الآخرين، عموميين وخواص، بمجرد اندلاع هذه الأزمة الصحية لكن، ما يتعين علينا الآن هو تدعيم هذه الطفرة التضامنية حتى بعد مرور الأزمة من أجل تحسين أدائنا التعليمي بفضل الرقمنة “.
وحسب الدباغ، فمن خلال تعبئة المنظومة التي تضم الإدارة وأطر التدريس والتلاميذ وأوليائهم، سينجح المغرب في هذا التحول التدبيري، باعتباره مفتاحا للإصلاح البيداغوجي.
وقد اتفق المتدخلون الثلاث بالإجماع، على أن هذه اللحظة التاريخية التي تميزت بتعبئة عامة من شأنها تسهيل ظهور رؤية جديدة، وستقوم هذه الأخيرة على مقاربة بيداغوجية تزاوج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد مع اعتماد سريع على سلسلة من تدابير دعم ومواكبة أطر التدريس والتلاميذ و ما ينبثق عنها من مدرسة ذات جودة عالية ومتاحة للجميع.
ومن ضمن أقوى لحظات هذه الندوة الافتراضية، تم بث شهادات ميدانية تتعلق باتباع التدريس الافتراضي خلال كوفيد 19، فتطرق بنقاسم كدالي، أستاذ الأدب العربي بثانوية الوحدة بتزنيت و السيد نبيل أزماني، طالب في الماستر 2 بكلية العلوم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وسفير جامعتي، لمساهمات هذه التجربة والصعوبات التي يمكن استخلاصها بشكل يومي، وأخيرا في ختام هذا اللقاء، تم بث لوحات فنية تجسد تصور الأطفال المستفيدين من برنامج أكاديمية الفنون لمؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك لهذه الجائحة.
ومن خلال هذا الشكل الجديد من الندوات ومختلف مبادراتها المواطنة، تؤكد مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك مجددا إرادتها لتحفيز القرب من كافة شركائها، مع دعم نقاش هادف حول قضايا الساعة التي تهم مستقبل بلادنا.