بسبب ارتفاع تكلفة إنتاجها عالمياً.. أسعار زيوت المائدة تعرف تقلباً على المستوى المحلي
في ظل الجدل المثار وطنيا حول ارتفاع أسعار زيوت المائدة بالمغرب، أكد مصدر مطلع لـ”سيت أنفو” أن الزيادة الكبيرة في أثمان المواد الأولية تعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار في السوق الوطنية.
وكشف المصدر ذاته أن أسعار المواد الأولية ارتفعت بشكل صاروخي في العالم، مشيرا إلى أن بورصة “شيكاغو” أنهت رقم معاملاتها يوم الأربعاء الماضي على وقع ارتفاع أسعار الصوجا والذرة.
وحسب المصدر ذاته فإن انخفاض إنتاج البذور الزيتية في كل من الأرجنتين والبرازيل اللتان تعدان المصدران الأساسيان لهذه المواد أدى أيضا إلى ارتفاع أسعار زيوت المائدة بالعالم وليس في المغرب فقط.
وشدد المصدر ذاته على أن المغرب يستورد 98 في المائة من المواد الأولية، وهو ما يجعل البلاد رهينة لتقلب الأسعار بالسوق الدولية، مضيفا أن الأسعار لا يمكن التحكم فيها وبالتالي فالزيادات في ظل هذه الأوضاع لا مناص منها رغم كل الجهود المبذولة.
وتابع المصدر نفسه أن ارتفاع أسعار المواد الأولية التي بدأت بشكل كبير سنة 2021، ستتواصل سنة 2022 بسبب العديد من العوامل المناخية في بلدان الإنتاج بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البترول، ومشاكل الشحن واللوجيستيك.
وأوضح المصدر ذاته أن أسعار المواد الأولية كالصوجا والنخيل تضاعف خلال 18 شهرا، لتنتقل من 800 إلى 1600 دولار للطن الواحد، مشيرا إلى أن أسعار زيت المائدة شهدت خلال الفترة ذاتها ارتفاعا.
الجفاف وقلة التساقطات ببلدان الإنتاج
أكد مصدر “سيت أنفو” أن وزارة الزراعة الأمريكية أعدت تقريرا مفصلا كشفت من خلاله أن الجفاف الذي تشهده البلدان المنتجة للمواد الأولية كالصوجا والذرة أدى إلى انخفاض نسبة الكمية المنتجة، مضيفا نقلا عن التقرير ذاته أن البرازيل من المقرر أن يتراجع إنتاجها في شهر فبراير الحالي بناقص 5 ملايين طن ويستقر الرقم في 134 مليون طن، علما أن شهر يناير الماضي شهد بدوره انخفاضا في الإنتاج بناقص 5 ملايين طن.
وتابع المصدر نفسه أن الأرجنتين بدورها ستشهد انخفاضا حادا في إنتاج المواد الأولية بناقص 1,5 مليون طن، كما أن الباراغواي هي الأخرى سيتراجع إنتاجها ب2,2 مليون طن.
وشدد المصدر نفسه على أن تراجع الغلة في هذه البلدان كان متوقعا بسبب الجفاف وقلة التساقطات التي شهدتها دول أمريكا الجنوبية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة والصوجا في سياق الطلب المتزايد عليها في السوق الدولية، حيث ارتفع مكيال الصوجا (27 كيلوغراما) في مارس الماضي بنسبة 1,64 في المائة ليصبح ثمنه 15.9475 دولارًا بعدما كان في السابق لا يتعدى 15.6900 دولارا.
مشاكل التوريد
قال المصدر ذاته إن من بين المشاكل التي أدت إلى ارتفاع أسعار زيوت المائدة، هو ارتفاع أحد المصادر الرئيسية له، ويتعلق الأمر بزيت النخيل الذي شهد سنة 2021، ارتفاعا حادا وصل لـ30 في المائة بسبب الطلب المتزايد عليه وأيضا بسبب الإجراءات التي أقرتها أندونيسيا، كتخفيض صادرتها للعالم والتركيز على السوق المحلية.
المصدر ذاته عاد ليؤكد أن سعر زيت النخيل قفز من 238.81 دولارًا مع نهاية دجنبر 2020، إلى 1347 دولارًا في 31 يناير 2021 حسب بورصة ماليزيا.
مشاكل لوجيستيكية
تطرق المصدر ذاته لأزمة الشحن البحري في العالم والتي اعتبرها النقطة التي أفاضت الكأس وأسهمت في تفاقم الأزمة، مشيرا إلى أنه مع بداية 2022، ظلت 11.5 مليون حاوية تنتظر في أهم 13 ميناء على كوكب الأرض للإفراج عنها وهو ما أدى إلى ارتفاع أثمنة المواد الأولية في جميع بلدان العالم.
ارتفاع أسعار النفط
صرح المتحدث ذاته أن الارتفاع المهول لأسعار النفط واستعادة السوق الدولية لنشاطها بسبب تزايد احتياجات البلدان عمق من مشكل ارتفاع أسعار المواد الأولية.
الطلب العالمي المتزايد على الزيوت
يرى المصدر ذاته أن الارتفاع المهول لأسعار الزيوت يعود أيضا لارتفاع الطلب المتزايد عليها في مجموعة من بلدان العالم، كالصين التي ازداد استهلاكها لهذه المادة بثلاثة أضعاف، موضحا أن تغير النظام الغذائي للدول الصاعدة وتزايد إقبالها على الزيوت أدى إلى ارتفاع أسعارها.
يذكر أن زيوت المائدة بالمغرب عرفت زيادة خلال الأشهر التسعة المنصرمة لتصل إلى 21 درهما للتر الواحد، وهو ما جعل الحكومة تخرج في مناسبات عديدة لتشرح سبب ارتفاع الأثمنة وتربطها بارتفاع أسعار المواد الأساسية بالعالم.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية