الوزيرة فاطمة الزهراء عمور تكشف وصفة المغرب لجلب السياح الأجانب
تعمل وزارة السياحة على تشجيع وجهة المغرب لدى السياح الأجانب، وذلك بهدف مضاعفة عدد الوافدين منهم على المغرب في أفق 2030، عبر القيام بمجموعة من الإجراءات، بينها عقد شراكات مع منظمي الأسفار العالميين، وشركات الطيران والمنصات الرقمية.
وقالت فاطمة الزهراء عمور، خلال جلسة الأسئلة بمجلس المستشارين، إنه حاليا، يتم العمل على تحسين الربط الجوي من خلال تعزيز الخطوط الجوية الداخلية وربطها بالأسواق المصدرة للسياح، وفتح خطوط جديدة لفك العزلة عن المناطق السياحية النامية.
وبهذا الخصوص، كشفت الدراسات المتعلقة بالطلب، أن جودة الخدمات والتنشيط والترفيه هي أساسية بالنسبة للسائح، بحيث إن إمكانية عيش تجارب فريدة واكتشاف ثقافات جديدة والتواصل مع المجتمعات المحلية وإمكانية مزاولة مجموعة من الأنشطة الرياضية والثقافية يشكل معيارا مهما في اختيار الوجهة السياحية.
وحسب أرقام الدراسات، فإن سمعة بلادنا عند السياح الأجانب هي جيدة بمعدل 89 في المائة، 18 في المائة منهم فقط يقضون عطلتهم بالمغرب، فيما 66 في المائة من السياح الأجانب يفضلون السياحة الثقافية، و22 في المائة فقط من السياح الأجانب يفضلون الفنادق الفخمة.
وأوضحت عمور، أن الطاقة الاستيعابية للفنادق جيدة، لكن المشكل يكمن في التنشيط السياحي، ولهذا تم توجيه تدخلات الشركة المغربية للهندسة السياحية لتطوير الترفيه والتنشيط ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة وذلك لجلب السياح، ليس فقط الأجانب، ولكن أيضا المغاربة الذين يسافرون داخل وكذلك خارج المغرب.
وأضافت أنه تم وضع تحفيزات لجلب المستثمرين، تتمثل في شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، وتوفير منح تحفيزية من أجل خلق مقاولات صغيرة ومتوسطة في المجال السياحي، خاصة في مجالات الترفيه والتنشيط، مشيرة إلى أنه يتم الاشتغال اليوم بشراكة مع الفاعلين المحليين على مفهوم جديد جد مهم وهو المنتجعات الموسمية (stations éphémères).
وتابعت أن هذه المنتجعات، سيكون لها وقع إيجابي على إنعاش السياحة في العديد من المناطق، التي تفتقر للطاقة الاستيعابية الضرورية لاستقبال السياح، وسيتم بالموازاة مع ذلك، إنجاز برامج للتنشيط الموسمي بهدف تقديم منتوج متكامل سيمكن من تشغيل اليد العاملة وتحريك العجلة الاقتصادية محليا.
من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن الميثاق الجديد للاستثمار الذي تم تقديم خطوطه العريضة بين يدي الملك، سيمكن من إرساء إطار مثالي للاستثمار بالمغرب بهدف تعزيز أسس إنعاش اقتصادي مستدام وشمولي، إذ بالنسبة للسياحة الثقافية، فإن 66 في المائة من السياح الأجانب الذين شملتهم الدراسات، يفضلون السياحة الثقافية، وبالتالي تمت مواصلة المساهمة في برامج تثمين 8 مدن عتيقة هي مراكش، الصويرة، فاس، مكناس، الرباط، سلا، تطوان، طنجة، بالإضافة إلى برنامج تحويل القصور إلى فنادق أصيلة وبرنامج تنويع العروض السياحية لمدينة ورززات.
وبالنسبة لتقدم هذه المشاريع، تم إنجاز مسارين سياحيين وتوجد 6 مسارات سياحية في طور الأشغال ومسار واحد في طور الدراسة، كما بلغ عدد الفنادق المخصصة للصناعة التقليدية الموجودة بالمناطق السياحية 39، بين ما هو منجز أو في طور الأشغال أو الدراسة.
أما بالنسبة لسياحة المؤتمرات والأعمال، فقد تم إنجاز مشروع مركز المؤتمرات والمعارض بمراكش باستثمار مالي اجمالي يقدر ب 1,1 مليار درهم. ويرتقب أن يستقبل 10 آلاف مشارك، أما بالنسبة للسياحة البيئية والإيكولوجية، فقد تم التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون مع مؤسسة HUTTOPIA المتخصصة في تصميم وتطوير وتدبير النوادي والقرى السياحية الواقعة في مناطق طبيعية.