آلية “المثمر” المتنقلة لزراعة الزيتون.. رقمنة وحلول علمية لمواكبة الفلاحين وزيادة الإنتاج بقلعة السراغنة -فيديو
حطت قافلة “المثمر” لزراعة أشجار الزيتون يوم الثلاثاء 20 دجنبر الجاري، الرحال بمنطقة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة، وذلك ضمن استمرارية القوافل المتنقلة المنظمة منذ دجنبر 2018، بهدف تحقيق زراعة وطنية مستدامة وفعالة وإيكولوجية، في إطار الاستراتيجية الوطنية “الجيل الأخضر”.
وتروم هذه القافلة تحقيق جملة من الأهداف من بينها نشر الممارسات الزراعية الجيدة التي تحترم البيئة، بما في ذلك الإخصاب المستدام على أساس مسار تقني علمي دقيق ومتكامل، وتقريب الفلاحين من الحلول العلمية لمواجهة التحديات التي يواجهونها، واطلاعهم على أهمية استخدام التطبيقات الرقمية، إضافة إلى ربطهم بشركات توزيع الأسمدة.
وتستهدف هذه الآلية المتنقلة دعم أكثر من 1800 فلاح عبر أربعة مراحل، من خلال العديد من الورشات الرامية إلى التعريف بالممارسات الزراعية الجيدة، بما في ذلك تحليل التربة والتخصيب المستدام والأسمدة المطروحة في السوق، والنظم البيئية المناسبة، وتعميم الطرق السليمة عند تقليم أشجار الزيتون.
وقال نوفل رودياس، مدير برنامج “المثمر” بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إن المؤسسة تدعم مبادرة “المثمر” عبر مجموعة من الأطر التقنية والأخصائيين والباحثين، وكذلك مختلف شركائها في العديد من المجالات، من بينهما ما يتعلق بالبحث العلمي والابتكار.
وأضاف المسؤول ضمن تصريح لـ”سيت أنفو”، أن هذا اللقاء الدراسي مع الفلاحين والذي ينظم بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، يأتي في إطار برنامج الجيل الأخضر الرامي إلى الدفع بالفلاحة الوطنية إلى الأمام وتحقيق فلاحة مستدامة.
من جانبه، أكد المسؤول الجهوي لبرنامج “المثمر”، عمر الجينياني، في تصريح للموقع، أن البرنامج يخصص أزيد من 4700 منصة رقمية لزراعة أشجار الزيتون منذ انطلاقه سنة 2018، مضيفا أن البرنامج يطمح خلال السنة المقبلة إلى إحداث أزيد من 1200 منصة تطبيقية، مشيرا إلى أنه تم تخصيص 100 منصة على مستوى إقليم قلعة السراغنة لفائدة الفلاحين.
وتنتقل قافلة “المثمر” هذه السنة عبر أربعة جهات، هي مراكش-آسفي وبني ملال خنيفرة وفاس مكناس، ثم الجهة الشرقية، كجزء من تطوير قطاع زراعة أشجار الزيتون، وتتضمن العديد من الورشات لفائدة الفلاحين.
وفي تصريحات استقاها “سيت أنفو”، كشف مجموعة من الفلاحين الذين استفادوا من ورشات قافلة “المثمر” بالعطاوية، أن الاستعانة بالحلول العلمية خاصة فيما يتعلق باستخدام الأسمدة، مكنهم من تحسين محاصيلهم من زراعة الزيتون، وتحقيق هامش ربح مهم مقارنة مع سنوات سابقة.
وقال منير باعلال، فلاح بمنطقة الواد الأخضر بقلعة السراغنة، إن جميع الفلاحين الذين حضروا الورشات المنظمة والتي أطرها مهندسون، استفادوا من الطرق العلمية الحديثة للسقي المعقلن، وأهمية تحليل التربة، والوقت المناسب لقسي أشجار الزيتون وطرقه الفعالة، مضيفا أن هذه المهارات كانت تغيب عن ثقافة الفلاحين.
ووفق مهندسين ومختصين ببرنامج “المثمر”، فقد مكن استخدام الأسمدة المكيفة والإشراف على المزارعين من قبل المهندسين الزراعيين، والاستعانة بتقنيات الإخصاب، واختيار نوعية وتركيبة الأسمدة حسب نوعية التربة، (مكن) من تحقيق زيادة في الإنتاج ورفع المساحة المغطاة بزراعة أشجار الزيتون على مستوى جهة مراكش أسفي بين عامي 2008 و2020، بنسبة 41 في المائة، وذلك في إطار برنامج المغرب الأخضر.
يشار إلى أنه وفي إطار قافلة “المثمر” المتنقلة، تم إجراء أكثر من 3250 اختبارا للتربية لفائدة الفلاحين بـ63 منطقة قروية، كما تم وضع أكثر من 368 منصة بمنطقة الرحامنة، 198 منها موجهة لزراعة أشجار الزيتون، إضافة إلى زرع أكثر من 980 هكتار، وتوفير 300 دروة تكوينية لفائدة 1900 فلاح في 40 منطقة قروية، فضلا عن مواكبة أكثر من 70 ألف فلاح منذ انطلاق المبادرة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية