فنانة ريفية شهيرة توجه رسالة مؤثرة إلى المعتقلة ”سيليا”
وجهت الفنانة الريفية المقيمة بالديار البلجيكية، رسالة مؤثرة إلى” سيليا”، الفنانة الشابة المعتقلة على خلفية أحداث الحسيمة، والمتواجدة رهن الإعنقال بسجت عكاشة.
وجاء في نص الرسالة التي توصل موقع ”سيت آنفو”، جاء فيها:
”رسالتي للفنانة الشابة سيليا ابنة بلدي المغرب و منطقتي و مسقط راسي الحسيمة
باسم الفن الرسالي الملتزم
باسم الفن الحر الذي لا يتقيد باي انتماء ايا كان نوعه سياسيا كان او نقابيا
او جمعويا
باسم الفن الذي لا يتملق الى اي سلطة اللهم سلطة الكلمة الهادفة و النغم
الأصيل و الرسالة النبيلة
باسم الفن الذي يجد شموخه على المسرح و امام الجماهير و لا يؤمن الا بتقييم
الجمهور و محبته و ذوقه
اقدم لك تحيتي الخالصة من قلب أروبا الذي احتضنني و احتضن أهلي و احتضن فني و
اعترف به أيما اعتراف اكثر مما اعترف به وطني الام
لم اكن أعرفك و لم يسبق ان سمعت صوتك قبل اعتقالك نعم شدني الفضول كي استمع
إليك فاكتشفت موهبة أخاذة و صوتا طروبا اكثر من رايع و حضور على المسرح و
ذوبان بكل الجوارح في مضمون ما تتغنين به و لا اخفي اني أعجبت بك و بأدائك و
بانتماء ٍك لمدرسة الفن الملتزم الذي يخاطب العقول و الأرواح بدل ان يخاطب
الأجساد لترقص و الأسماع لتزعحها بالصخب القاتل
يحز في قلبي ان ارى تجاهل فناني بلدنا لك و لقضيتك فايا كانت اختلافاتهم
الفكرية و السياسية معك فأهل الفن ينتمون لأسرة واحدة و ما يضر الواحد منا
يضر الاسرة كلها لان الفن الحقيقي نضال في حد ذاته نضال ضد صناعة الموسيقى
المستهلكة للا ذواق و للا صوات نضال ضد الاسترزاق على حساب الرسالة و المضمون
اسمحي لي ان اشهد لك باني لم ارى منك ما يجعل سجانك يحبسك في ذلك العالم
المظلم و يمنع عنك اجنحتك فلا يحس بحاجة الفنان للحرية المطلقة و عشقه للكرامة
و الحياة دون قيد الا فنان مثله
لذا دعيني أجرء و اقول لك اني أتخيل و لو محاولة حجم معاناتك.
هل حبسوك بسبب شعارات جريئة ؟ و ايا كانت هذا الشعارات فالفن لا يسجن و حرية
التعبير شيء ظروري و أساسي في حياة الفنان هكذا تعلمت من رسالة الفن و كذا من
بلدي الثاني الذي تعودت ان اسمع و ارى فيه أضعاف ما رأينا منك و لا يسجن بيننا
احد
نعم اعشق بلدي الام و اكن له الولاء لكن ما يحدث لك و لرفاقك اشعرني بخيبة امل
كبيرة يصعب وصفها لقد تغيرت عندي مفاهيم كثيرة بسبب هذه الأزمة انا من هاجرت
بلدي و انا طفلة و لا أتذكر منه الا اجمل الذكريات و هكذا فارقته لذا تريثت
كثيرا قبل ان اصدر حكمي و أقيم الوضع بموضوعية و ميزان الحكمة و العقل و العدل
نعم لقد خاب ظني في مؤسسات بلدي الحبيب و حكومته و من يديرونه لك الله يا
سيليا
و من منبر الفن الشامخ و من منبر جلالة الفن النبيل الشامخ اعلن تضامني معك
خصوصا في هذا اليوم القاسي الذي قررت فيه الإضراب عن الطعام
قلبنا معك يا صغيرتي و انا اعلم انك تعانين من الاكتئاب الحاد هذا الشبح
المخيف و المرض الذي قل من يعرف قساوته الا من جرب او استفسر عنه المتخصصين
انه يقتل المصاب به كل يوم مائة مرة و هو طليق حر فكيف به و هو محروم من حريته
نعم فان تاريخ الفلاسفة و المفكرين و المبدعين و اكبر الفنانين يخبرنا ان
الاكتئاب لا يصيب الا اهل الإبداع لرهافة حسهم و نبل أحاسيسهم و رقة مشاعرهم و
حملهم لهم الانسانية و الامم و قضايا المجتمعات
فا علمي ان هذا لا يعيبك و لا ينقص من شموخك فرقة الإحساس لا تعني الضعف و
الانكسار بقدر ما تترجم عظمة روح صاحبها
شافاك الله و عافاك و اطلق سراحك في القريب العاجل
لتعودي للمسرح محراب كل فنان يحترم فنه و نفسه
رسالتي لأهل القرار و النفوذ اتقوا الله في فلذات أكباد كم فهؤلاء أبناؤكم و
ابناء بلدكم و الفن يصنع الحضارة و يبني الأجيال لا سيما الفن الملتزم البناء
كالذي تنتمي سليليا لمدرسته
رسالتي لأهل الفن من المغرب الحبيب من شماله لجنوبه ماهذا الصمت و التجاهل
الغير المسؤول اتجاه اختنا في الرسالة الفنية
احبك يا وطني لكن فيك من خيب آمالنا فهل من مجدد الا مل فينا ؟”.
* مليكة نور مطربة ريفية مقيمة ببلجيكا
اميرة الطرب الصوفي
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية