أوسكار.. حكاية مدرب عاش بطلا ومات منسيا!!

حكاية اليوم هي كحاية أب أفنى حياته لتربية أبنائه ضحى معهم ولما كبروا واشتد عودهم وكل منهم حقق مراده تركوه للزمن، حتى نسو أن يوما كان لهم أبا.
هي حكاية مدرب جاء من بلاد تعرف بمنبع المواهب الإستثنائية، يكفي أن يقال إنها أنجبت مارادونا وميسي وغيرهم.. هي بلاد حيت تقدس فيها كرة القدم. حمل معه بعضا من سحرهم وفكرهم وجاء به للمغرب، لينقش اسمه في تاريخ البطولة المغربية. جاء حاملا معه طموح التفوق والتميز، فمنح كل شيء للكرة الوطنية، هو الجوهرة أوسكار فيلوني الذي يعتبر من أبرز المدربين الذين مروا في تاريخ الدوري المغربي.
لويس أوسكار فيلوني ولد سنة 1939 بالأرجنتين، لعب لكل من إستوديانتيس، وإندبندينت الأرجنتيني وريال أوفييدو الإسباني، ولكن أبرزهم هو فريق استون فيلا الإنجليزي، ليلج ميدان التدريب سنة 1980 عبر فريق إستوديانتيس، ويبدأ أوسكار رحلته القارية والعالمية ليشرف عن العديد من الفرق كسيون السويسري، وأهلي الطرابلسي الليبي، والترجي التونسي، وأسيك ميموزا الايفواري، بالإضافة إلى ذلك درب العديد من الفرق الوطنية، كالرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي، والمغرب الفاسي، والنادي القنيطري، ليحصد العديد من الألقاب المحلية والقارية أبرزها التي مع الفرق الوطنية.
أوسكار فيلون المدرب الذي لقب بالداهية، كان كالجوهرة بالبطولة الوطنية، صنع الأمجاد رفقة الرجاء والوداد، تخرج على يديه نجوم تألقوا بعد ذلك . صورته التي لن تفارق مخيلة متتبعي الكرة الوطنية، بضمادة بيضاء ملفوفة حول يده، و بقبعته التي كانت لا تفرق رأسه، وعيناه الزرقاوان كزرق السماء.
يقول المثل أن لكل مجتهد نصيب، فعلى غرار ماحققه من انجازات، أوسكار لم ينل ما يستحقه وعاش وضعية اجتماعية صعبة بعد كل سنين المجد، عانى من الفقر وعاش بقية حياته معرضا في ايه لحظة، للطرد من منزله المتواضع الذي كان يستأجره، ليجبر على تدريب بعض فرق الهواة لإنقاذ اسرته .
بين التقدم في السن وقسوة الحياة عاش بقية حياته غير راضيا عن حاله وكأنه يقول “لماذا أصبحت حياتي هكذا، قدمت كل شيء لكرة القدم وأفنيت حياتي فيها ولكنها لم تقدم لي شيء، هل انا السبب، ام كرة القدم هي السبب، ام القدر الذي لقانا هو السبب “.
عاش في المغرب واستقر فيه لحبه وعشقه لهذه البلاد، حتى لو لم تكن بلده الأم فقد اعتبر نفسه ارجنتينيا الأصل ومغربيا الروح .
توفي أوسكار فيلوني 22 من ماي سنة 2017، عن عمر يناهز 78 سنة، لتنتهي معه حكاية رجل صنع مجد فرق على حساب مجده، حكاية رجل قليلون هم من طينته حكاية من قدم الكثير ولم ينل شيء من ما قدمه .اوسكار فيلوني هو كشمعة ساطعة تحترق لكي تضيء الجميع ولما احترقت لم يضئ عنها أحد.
منصف ايت الصغير
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية