رمزي بوخيام يحقق إنجازا تاريخيا في بطولة الرابطة العالمية لركوب الأمواج
رغم أن الإصابة أبعدته سنة 2023، أياما قليلة قبل انطلاق موسع ركوب الأمواج في هاواي، عن الاستمرار في التنافس ضمن بطولة الرابطة العالمية لركوب الأمواج (WORLD SURF LEAGUE – WSL)، إلا أن “أسد المحيط”، المغربي فوزي بوخيام، عاد بقوة من جديد إلى الساحة سنة 2024، بعدما تمكن أخيرا من تحقيق حلمه بالانضمام إلى النخبة العالمية لركوب الأمواج.
هذا الحلم وهذا الطموح غَذَّاهُمَا البطل المغربي منذ سنوات الشباب الأولى، وقد شجعه على ذلك انتزاعه في سن مبكرة (18 سنة)، لكل من لقب بطل أوروبا للناشئين، ووصيف بطل العالم للناشئين.
وإلى جانب هذه الإنجازات، خاض البطل المغربي معارك عديدة في القسم الأدنى من التصفيات المؤهلة لبطولة العالم لركوب الأمواج (WSL QualifyingSeries)، حيث اقترب، وفي مناسبات عديدة، من الدخول إلى فئة النخبة، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه إلا بحلول سنة 2022.
وتشكل العودة القوية للبطل المغربي إلى ساحة المنافسات الدولية، بعد سنة كاملة من الكفاح دون كلل والخضوع للترويض بهدف استرجاع لياقته البدنية، ملحمة إنسانية ورياضية تجسد قدرة ومثابرة “الروح المغربية”، لتجاوز الذات والارتقاء بها إلى الأحسن.
وكانت هذه الإصابة قد منعته من المشاركة في تصفيات دورة سنة 2023 من بطولة العالم لركوب الأمواج WCT-2023، التي تصنف كأرقى منافسة دولية لركوب الأمواج في العالم.
وتمكن رمزي بوخيام خلال الفصل الأول من سنة 2024، قبل مشاركته المرتقبة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، من تقديم أداء استثنائي في بطولة العالم لركوب الأمواج-2024، وهو أداء لم يسجله من قبله أي راكب أمواج محترف مغربي أو عربي.
وقد بدأ رمزي الموسم وهو في المركز الـ34 على مستوى العالم، لكنه استطاع بفضل مثابرته أن يصعد في الترتيب ليحتل اليوم المركز الـ13، مع التذكير أنه صعد كذلك إلى المركز الـ11 عالميا بعد مشاركته في منافسات بطولة “شيشيدو تاهيتي برو”. وهي الجولة التي تمكن خلالها بوخيام من هزيمة النجم كيلي سلاتر، الأسطورة العالمية في ركوب الأمواج، والحائز على بطولة العالم 11 مرة.
جدير بالذكر، أن بطولة العالم لركوب الأمواج تشهد مشاركة 36 راكب أمواج و18 راكبة أمواج، من نخبة النخبة عبر العالم في هذه الرياضة.
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق الألعاب الأولمبية 2024، عاد رمزي بوخيام إلى المغرب لاستجماع طاقته والاستعداد في أفضل الظروف، للمشاركة في هذه المنافسة العالمية الكبرى.
وستقام منافسة ركوب الأمواج الخاصة بأولمبياد باريس، في الفترة الممتدة من 27 إلى 30 يوليوز القادم في تاهيتي، وبالضبط في موقع تيهوبو، وإذا كان الطقس متقلبا، فقد يتم تمديد المنافسة لمدة خمسة أيام أخرى، حتى الأحد 4 غشت.
وبعد أولمبياد باريس، سيستأنف رمزي بوخيام المنافسات من خلال المشاركة في الجولة التاسعة والأخيرة من بطولة العالم لركوب الأمواج التي تحمل اسم “كلاودبريك-تافارووا” (Cloudbreak-Tavarua)، والتي ستقام في سواحل دولة فيجي في الفترة الممتدة من 20 إلى 29 غشت القادم.
وفي نهاية هذه الجولة الأخيرة، سيشارك بعد ذلك أصحاب المراكز الخمسة الأولى في الترتيب، في الجولة النهائية الخامسة 5، التي تحمل اسم “لووتريترليس” (LowTrestles)، والتي ستقام في سان كليمنتي، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، في الفترة الممتدة بين 6 و14 شتنبر 2024.
يشار إلى أن رمزي بوحيام ولد في مدينة أكادير لأب مغربي وأم هولندية، ومارس رياضة ركوب الأمواج لأول مرة في شواطئ إمسوران بالقرب من مدينة تغازوت، وعمره آنذاك 9 سنوات فقط. التحق بعدها بمدرسة “سيرف-لاند” لركوب الأمواج بشاطئ الوليدية، حيث كان يتابعه عن كثب لوران ميرامون، مؤسس هذه المدرسة. في سنة 2003، شارك في أول منافسة له بشاطئ الرميلات في مدينة المحمدية. وفي سنة 2004، سيقوم بمشاركة ثانية في التنافس، لكن هذه المرة في فرنسا.
بعد ذلك انتقل إلى فرنسا رفقة والدته وشقيقه، وبالتحديد إلى منطقة بياريتز، انطلاقا من تلك اللحظة، ستبدأ مسيرته الاحترافية الفعلية.
وهكذا بدأ سنة 2008 في المشاركة في المنافسات الرسمية، لتنطلق المسيرة الرائعة لهذا الشباب المغربي. اختير رمزي بوخيام سنة2009، ملكا لراكبي الأمواج اليافعين في أوروبا (King of the Groms Europe).
وبعد ثلاث سنوات من ذلك، سيصبح بطل أوروبا لفئة الناشئين. واستطاع سنة2017، أن يفوز بسلسلة التصفيات في أنجليه الفرنسية،حيث اختار تمثيل المغرب في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو دورة 2021.
وفي سنة 2022، تأهل المعجزة المغربي إلى بطولة العالم لركوب الأمواج، وهي أكبر منافسة مرموقة لركوب الأمواج عبر العالم، وقد أصيب في الكاحل في بداية الموسم واضطر إلى الانسحاب، ليتعافى من إصابته ويقدم في العام الموالي، أداءً ممتازًا في جولة بطولة العالم التي أقيمت بين يناير ويونيو 2024، وذلك قبل أسابيع قليلة من مشاركته المرتقبة في أولمبياد باريس.