باحث يكشفُ قصة زيارة ابنة ترامب والقُبلة والأراضي السلالية

على خلفية زيارة إيفانكا ترامب للمغرب لدعم ملكية النساء للأراضي السلالية، قال أيوب التواتي أن “وكالة حساب تحدي الألفية  تعمل على محاربة الفقر عبر العالم عن طريق خلق الظروف الملائمة لضمان النمو الاقتصادي، التي جاءت بمبادرة من الرئيس بوش سنة 2004 من أجل ربط المساعدات الاقتصادية لأمريكا بمجموعة من الشروط التشريعية التي تضمن فتح الأسواق أمام الاستثمارات الأجنبية (الأمريكية بطبيعة الحال)”.

وأضاف الباحث في الشأن السياسي، في تدوينة له، أن “علاقة المغرب بهذه الوكالة تعود منذ انطلاق المبادرة إلى حدود 2015 حيث استمرت في إطار الميثاق الثاني الذي يهدف إلى الرفع من جودة الرأسمال البشري وتحسين إنتاجية العقار”.

وأوضح بأنه “من خلال اهتمام شخصي بموضوع أراضي الجموع، استنتجت أن إشكالية استفادة النساء منها تبقى جد محدودة من حيث الانتشار الجغرافي كما أن التركيز عليها جعل العديد منا يعتقد أنها جوهر المشكل في حين ارتبط الملف بما هو أعمق وأعقد؛ لأسباب لا يتسع المجال للتفصيل فيها”.

وشدد أن “اختزال كل المشاكل في نقطة واحدة تخفي في الأصل غابة من المشاكل الأخرى والتي لها كلها ارتباط بتدبير الوعاء العقاري وما يرافقه من تعقيدات حين يتداخل ما هو قبلي بما هو اقتصادي وسياسي لوجود أطراف متدخلة هدفها ضبط الشؤون القروية من خلال أراضي الجموع”.

وأبرز بانه “يظهر هنا أن اهتمام الوكالة بتلك الأراضي ليس بتلك البراءة التي نعتقد مختلف مشاريعها، تم استهداف منطقتي الغرب والحوز عبر السعي إلى تمليك 66 ألف هكتار من أراضي الجموع”.

وأفاد أن “السمة المشتركة هنا هي التوجه نحو الأراضي المسقية التي تحقق فعالية اقتصادية ونجاعة أكبر لأن الزراعات فيها لا تكون تحت رحمة تساقط الأمطار، وبالتالي تتجه إليها في الغالب أعين المستثمرين. في الماضي، وبفعل التعقيدات التي كانت تطرحها ملكية الأراضي، لم يكن باستطاعة تلك المناطق جلب الاستثمارات لكن الوضع الآن سيتغير بل ربما قد نشهد موجة شراء لتلك الأراضي”.

وأكد بأن “ما لاحظته كذلك هو أن المغرب بلد بنمط جد محافظ ولا يسعى إلى تغيير قوانينه ما لم تكن هناك “حاجة ملحة” لذلك. قانون الأراضي السلالية مثلا يعود لسنة 1919 وعلى الرغم من المشاكل التي كان يتناقلها الجميع، انتظرنا 100 سنة قبل أن يدعو الملك في افتتاح السنة التشريعية إلى الانكباب عليه لتعديله وفق ما ظهر لي فيما بعد أنه يتماهى مع مصالح وكالتنا الحبيبة”

وأشار بأنه “أتعجب فعلا لأن فرنسا وبكل ثقلها لم تكتسب تأثيرا مماثلا لهذا حيث يمكن امتلاك droit de regard خاص بـالأجندة التشريعية المغربية، وبالتالي لم استغرب بالمرة حين انصب اهتمام مفاجئ بخصوص قضايا تشغيل الشباب لأن هناك إحدى السفارات استبقت هذه الدعوة ورأت أن إحداث المقاولات من طرف الشباب هي الأولوية التي يجب الاشتغال عليها، يعني أن ما وراء الزيارة والقبلة هناك قصة غير مروية”.

ويذكر أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وإيفانكا ترامب، مستشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس بالرباط، حفل التوقيع على اتفاق للتعاون بين المملكة المغربية وهيئة تحدي الألفية، يتعلق بتنزيل مشروع حكامة العقار حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.

ووفق نفس المصدر، وقع الاتفاق وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، والرئيس المدير العام لهيئة تحدي الألفية، السيد شون كايرنكروس، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، والقائم بأعمال السفارة الامريكية بالرباط ، والمدير المقيم لهيئة تحدي الألفية بالمغرب، والمدير العام لوكالة حساب تحدي الألفية- المغرب، ويهدف الاتفاق إلى دعم تنزيل القوانين الجديدة المتعلقة بالأراضي السلالية، في إطار المبادرة العالمية من أجل التنمية والازدهار للمرأة، وكذا دعم إعداد وتنفيذ مشروع الاستراتيجية العقارية الوطنية.

وستمكن قاعدة البيانات هذه من تتبع تطور عدد المستفيدات قبل وبعد مراجعة الترسانة القانونية ذات الصلة، مع الحرص على تمكين ورثة ذوي الحقوق من الحصول على حقوقهن العقارية وفق قواعد مدونة الأسرة، من خلال تحسيس وتكوين المتدخلين في هذه العملية، خاصة نواب الجماعات السلالية والعدول.


قبل مواجهة بركان.. صدمة جديدة تدفع جماهير اتحاد العاصمة لمهاجمة الاتحاد الجزائري

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى