بعد جريمة السعيدية.. كاتب عراقي للجزائر:”ليس بطولة ولا وطنية ولا شرفا أن تطلق النار على متسلل أعزل”

أبدى المحلل والكاتب العراقي علي الصراف رأيه في جريمة السعيدية، التي راح ضحيتها سائحان مغربييان، أحدهما يحمل الجنسية الفرنسية، على يد خفر السواحل الجزائرية، الذين أطلقوا عليهما النار، بعدما ظلوا طريقهما وسط البحر، بعد مغيب شمس، يوم الثلاثاء  قبل المنصرم، أثناء ركوبهما دراجات “الجيت سكي”.

وفي مقال رأي نشر اليوم الأربعاء عبر موقع جريدة “العرب” اللندنية، خاطب الكاتب العراقي الجزائر في مطلع مقاله، قائلا  “ليس بطولة، ولا وطنية، ولا شرفا أن تطلق النار على “متسلل” أعزل، طالما أمكنك أن تلقي القبض عليه، فكيف إذا كان عاريا؟”.

وتابع الكاتب العراقي “عندما  أطلق “خفر السواحل الجزائري” النار على أربعة مصطافين في عرض البحر، كانوا على متن دراجة مائية ضلوا سبيلهم فدخلوا المياه الإقليمية الجزائرية، إنما فعل ذلك، ليس لأنه لا يملك وسائل أخرى لاعتقال “المتسللين”، وليس لأنه لم يلاحظ أنهم سباحون أشباه عراة، بل لأنه مشحون بالاحتقان، ضد شبح من أشباح المؤامرة. والأشباح عندما تتلبس شكلا مغربيا، فإن ردود الفعل لا تأبه بالأصول والقواعد المهنية المتعارف عليها في التعامل مع “التسلل” و”المتسللين”، ولو كانوا سبّاحين في عرض البحر”.

وتابع الصراف مقاله قائلا: “لم يبلغ المنحدر ببلد في الدنيا، ما بلغ بالجزائر. يقتلها الخوف. وتفتّ عضدها المؤامرة، دونما سبب منطقي. وتذهب أدراج الرياح دائما كل الدعوات من أجل إصلاح ذات البين بين البلدين.

لم تكن الجزائر هكذا. وليس من طبيعة الجزائريين أن يطلقوا النار على من ساقهم سوء الحظ فضلّوا طريقا أو أخطأوا سبيلا. ولكن الذين ظلوا يغذون دوافع الخوف، في نفوس رعاياهم، أرخصوا لأنفسهم أن يظهروا كقوم جاؤوا من وراء الأدغال، فلم يعرفوا أن هناك قواعد مهنية، وأن القتل سلاح لا يُستخدم مع مَنْ يمكن أن تلقي القبض عليه، فتحاكمه على خطيئته”.

وأردف الكاتب العراقي قائلا “لم تكن الجزائر هكذا، ولكنها صارت، ليس مع المغرب، بل مع نفسها قبل ذلك. نظامها لم يحافظ على نفسه، إلا بسبب قدرته على القتل، حتى أباد عشرات بل مئات الآلاف من مواطنيه أنفسهم في ما أصبح يطلق عليه “العشرية السوداء”. عشر سنوات من المذابح”.

وتابع  علي الصراف تحليله لما يقع بالجزائر وما أضحت عليه اليوم قائلا “لم تكن الجزائر هكذا. لم تكن غابة وحوش، ولكنْ صنعها الجلادون على مقاسهم ليحكموا وينهبوا. وغليلهم لا يشفى، لأن الخوف واحتقانه أعميا القلوب والأبصار، حتى صار إطلاق نار من سلاح رشاش على سبّاح في عرض البحر أمرا عاديا.

وكم أخطأ الجزائريون عندما ظنوا أنهم يستحقون حياة حرة كريمة. لقد نُهبت حياتهم، ونُهبت كرامتهم، كما نُهبت حريتهم عندما صارت ادعاءً يدّعيه الذي يسحقها بحذائه هو بنفسه.

كم أخطأوا عندما تظاهروا أياما وأسابيع وأشهرا ضد الفساد والطغيان والفشل الإداري، فغُلبوا وذهبت ريحهم.

وكم أخطأوا عندما سمحوا للطغمة العسكرية أن تحوّل بلادهم إلى مستنقع لتآمر قادتها على السلطة وعلى بعضهم البعض”.


نشرة إنذارية: رياح قوية مرتقبة ليومين متتاليين بعدد من المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى