الموسيقى العالمية العريقة بفاس.. أنطونيو غريكو ومحمد بريول يلهبان الجمهور

قدم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، مساء السبت، تجربة موسيقية لا ت نسى من خلال حفل موسيقي مبهر جمع بين الأوبرا المقدسة الأوروبية والتقليد الأندلسي، تحت إشراف المايسترو الإيطالي أنطونيو غريكو، وقائد الأوركسترا العربية الأندلسية بفاس محمد بريول.

وكان الجمهور الغفير الذي غصت به جنبات باب المكينة على موعد مع لحظة استثنائية، حيث اندمجت الأصوات القوية والنغمات الدقيقة في انسجام آسر، بين إبداع “صلاة الغروب للسيدة العذراء”، لكلاوديو مونتيفيردي، والمقامات الرفيعة للأوركسترا العربية الأندلسية بفاس. لقاء فني نادر تخطى الأساليب لنسج حوار وجداني بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

منذ النغمات الأولى، حل السحر، حيث تحولت خشبة العرض، التي ازدانت بالأضواء التي أكسبت باب المكينة الشهيرة حلة بهية، إلى فسحة روحانية نابضة، وتوالت صور الكنائس المخصصة لمريم العذراء، وصور مونتيفيردي، والرسوم البصرية التي تمزج بين الماء والأزهار، في أجواء روحانية غامرة.

وبات المكان، الحامل لذاكرة تاريخية عريقة، مسرحا للتلاقي المكثف بين قدسية الموسيقى الأوروبية ونفس الموسيقى الأندلسية.

وبفضل الصرامة الباروكية للمايسترو الإيطالي والرقي الشعري للمايسترو المغربي، شكل اندماج التشكيلتين الموسيقيتين نشيدا حيا للتراث المتوسطي. وقد خلقت تراتيل مونتيفيردي، المدعومة بزخارف المقامات الأندلسية، جسرا ثقافيا نابضا، حيث لم تعد للمقدس أية حدود.

وفي قاعة مكتظة، تفاعل الجمهور مع العازفين والمغنين بحماس، متنقلا بين التأمل والدهشة، منجذبا إلى غنى الطبوع ودقة الأداء، وفرادة التوظيف البصري.

ويعد هذا الحفل أقوى لحظات الدورة ال28 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. ويندرج في إطار التقارب بين مهرجان فاس ومهرجان مونتيفيردي بكريمونا، الذي يعتبر أحد المواعيد العالمية المرموقة المخصصة للموسيقى الباروكية.

وتفتح هذه الشراكة المجال لتعاون فني مستدام بين الحدثين اللذين يوحدان إرث العالم العربي والأوروبي حول الموسيقى المقدسة.

وبجمعه بين اثنين من أعمدة الموسيقى حول مشروع فني جريء ورائع، يواصل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة تألقه والوفاء لنهجه القائم على الحوار والتلاقح الكوني.

المصدر : وكالات

رصد مخالفات السائقين في الاتجاهين يدخل حيز التنفيذ

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى