إفران.. انطلاق الدورة 42 لمهرجان مسرح البدوي المهداة إلى روح مؤسس المهرجان
شهدت مدينة إفران يوم ال 20 من الشهر الجاري، انطلاق الدورة 42 مهرجان مسرح البدوي، وهي الدورة المهداة إلى روح مؤسس المهرجان، عميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي.
وبهذه المناسبة ألقت الفنانة حسناء البدوي، رئيسة مهرجان مسرح البدوي، كلمة باسم مسرح البدوي،خلال حفل إفتتاح المهرجان وهذا نصها:
“يشرفنا أن نفتتح هذه الدورة الاستثنائية من مهرجان مسرح البدوي بمدينة إفران في دورته 42 و التي تنعقد لأول مرة في غياب قلب هذا المهرجان و مؤسسه عميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي تغمده الله برحمته، لكن في حضور روحه الزكية التي أحبت هذه المدينة الجميلة و أهلها الطيبين كما أحبت هذا الوطن العزيز”.
وتابعت ” ناضل عبد القادر البدوي من أجل تحرير الوطن و بنائه من خلال بناء الإنسان و ساهم منذ فجر الإستقلال في وضع لبنات المشروع الثقافي الوطني من أجل دمقرطة الثقافة و التأسيس لثقافة القرب، فانطلق بمسرحه إلى مختلف أنحاء المغرب إلى القرى و الجبال و المناجم و المعامل و المدارس و الجامعات والثكنات العسكرية بهدف فك العزلة الثقافية عن مجموعة من المناطق و كانت من أبرزها منطقة الأطلس التي أسس بها سنة 1972 أعرق مهرجان مسرحي و ثقافي مغربي لفرقة مسرحية مستقلة و هو مهرجان مسرح البدوي بمدينة إفران و استمر به لعقود حتى أصبح يشكل جزءا من الذاكرة الثقافية لمدينة إفران و تراثا ثقافيا وطنيا، حيث تحول مهرجان مسرح البدوي بإفران إلى ملتقى ثقافي لعشاق المسرح و الفن المغربي الأصيل، يأتون من كل حدب و صوب لمشاهدة أسد إفران و في نفس الوقت لمشاهدة أسد الركح المغربي عبد القادر البدوي على خشبة قاعة المناظرات أو “قاعة الحفلات” سابقا، يقدم عليها أبرز إنتاجاته المسرحية التي ساهمت في تشكيل وجدان ووعي أجيال مختلفة من الجماهير نذكر منها مسرحية “البخيل”، “شجرة العائلة”، “راس الدرب”، “مطربة الحي”، “الحلقة فيها و فيها”، “بيوت من زجاج”، “حمان الدنادني”، “سهرة مع الحكيم”، “أوليدات الزنقة”، “سهرة مع تشيكوف”، “وصية الثعلب”، “في انتظار القطار”، “الأرض”، “المصيدة”، “الهاربون” التي سنقدمها لجمهور العموم ضمن فعاليات هذه الدورة من المهرجان في إطار إحياء ربيرتوار المسرح المغربي و المسرح العالمي”.
وأضافت “و لمشاهدة عروض مسرح الطفل أيضا التي قدمها مسرح البدوي خلال دوراته لجماهير الأطفال و اليافعين من أطفال مدينة إفران و نواحيها و أطفال المخيمات الصيفية التي تزور المدينة سنويا نذكر منها مسرحية “مغامرة السندباد”، ” سمير وسميرة”، “عمايل جحا”، “الكنز”، “مغامرات شرفنطح”، “تعالوا نلعب بخيالنا”، “لا تكذب”، ” مدينة القناعة”، “مغامرات با زعبول”، “حكمة الأجداد”، “نبيل و نبيلة” و التي سنقدمها لجمهور الأطفال ضمن فعاليات هذه الدورة من مهرجان مسرح البدوي بإفران”.
واسترسلت قائلة “عروض مسرحية أثرت الخزانة الفنية و الثقافية المغربية بالإضافة إلى الندوات الثقافية و الورشات الفنية التي كانت تعقد على هامش مهرجان مسرح البدوي بمدينة إفران بحضور أسماء وازنة في المشهد الثقافي و الإعلامي و اللقاءات الإعلامية مع مختلف المنابر الوطنية و العربية و الدولية، كلها عوامل جعلت من مهرجان مسرح البدوي عنصر جذب ثقافي و سياحي لمدينة إفران و نافذة ثقافية و فنية مهمة ساهمت لعقود في خلق إشعاع ثقافي لمدينة إفران بصفة خاصة و للمغرب بصفة عامة، كما ساهمت في إلقاء الضوء على منطقة الأطلس الغنية بموروثها الثقافي و الحضاري الذي يستحق كل العناية و الدعم”.
وتابعت ” تنعقد هذه الدورة الإستثنائية من مهرجان مسرح البدوي بمدينة إفران في ظل أزمة عالمية كبيرة و في ظل التداعيات الكارثية لوباء كورونا على الشأن الثقافي و الفني الوطني الذي لم يكن مستعدا على مستوى الهيكلة القانونية للمهن الفنية الإحترافية من أجل إحتواء تأثير هذه الكارثة على الفن الإحترافي، و قد تأثر مسرحنا بشكل كبير بسبب التوقف عن العمل الفني دون أي تعويضات أو دعم من أية جهة، حيث توقفت عروضنا المسرحية و أيضا مهرجان مسرح البدوي بإفران بسبب الجائحة دورتين موسم 2020 و موسم 2021، و يسعدنا أن نفتتح هذه الدورة 42 رغم كل التحديات التي واجهت مسرح البدوي في نفق وباء كورونا و رغم تخفيض ميزانية دعم المهرجان إلى أكثر من النصف قررنا أن نستمر بهذا المهرجان إكراما لروح مؤسسه الأستاذ عبد القادر البدوي رحمه الله الذي استمر به لأزيد من أربعة عقود متحديا كل الأزمات و العقبات و التضييقات، و إيمانا منا بدور المسرح والثقافة و الفنون في التنمية المجتمعية و في بناء جسور التواصل الحضاري بين الشعوب و بدور المسرح المستقل في ترسيخ ثقافة حرية الإبداع و التعبير وفي إرساء ثقافة الحوار البناء و احترام الإختلاف من أجل بناء مجتمع ديموقراطي يعلي من قيم المواطنة البناءة”.
وأضافت البدوي “نفتتح الدورة 42 من مهرجان مسرح البدوي بمدينة إفران من 20 إلى 24 يوليوز 2022 تحت إشراف وزارة الشباب و الثقافة و التواصل- قطاع الثقافة و بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس و المجلس البلدي لإفران و نتمنى أن تحظى الدورات المقبلة من هذا المهرجان التاريخي بمزيد من الدعم الحكومي و دعم مختلف المؤسسات الثقافية و الإعلامية الوطنية، حتى نساهم جميعا في صيانة هذا المهرجان و صيانة الذاكرة الثقافية الوطنية، باعتبار أن هذا المهرجان يشكل جزءا مهما من تاريخ المسرح المغربي و من تاريخ مسرح البدوي الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى السبعين على تأسيسه و أصبح يشكل بكل فخر حيزا مهما من التراث الثقافي الوطني”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية