البيضاء تحتضن الدورة الـ 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو

انطلقت، مساء أمس الإثنين، باستوديو الفنون الحية بالدار البيضاء، فعاليات الدورة الحادية والثلاثين للمهرجان الدولي لفن الفيديو، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تحت شعار “هويات غير متجسدة”.
وتميز حفل الافتتاح بتقديم عرض فني مميز بعنوان “IA Dream” للفنان الفرنسي مولا (Moulla)، الذي أمتع الحضور بتجربة رقمية تجمع بين السحر والذكاء الاصطناعي والفنون البصرية، في رحلة غامرة تمزج التقنية بالوهم والخيال.
وبهذه المناسبة، أبرزت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ليلى مزيان، أن المهرجان الذي يطفئ هذه السنة شمعته الـ 31، يروم تقريب الثقافة إلى الطلبة المغاربة، وتعزيز فهمهم للموضوعات الفنية والثقافية المعاصرة.
وأشارت مزيان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الموضوع الذي تم اختياره هذا العام، يتمحور حول “الهويات المتجسدة وغير المتجسدة”، وهو موضوع يعكس خصوصية مدينة الدار البيضاء التي لطالما كانت مدينة حديثة، خاصة بعد منحها نفسا حضريا خلال الألفية الماضية.
وأوضحت أن دراسة الهويات في سياق عالمي متغير بسرعة تمثل محور اهتمام المهرجان، مشيرة إلى الدور المهم للفن كوسيلة لاستكشاف هذه الهويات، سواء المادية أو اللامادية، وكيفية تطورها مع مرور الزمن في الألفية الثالثة وانغماسها في العالم الافتراضي.
كما أشارت إلى أن جميع الأنشطة المصاحبة للمهرجان، بما في ذلك الندوة الدولية، تشكل منصة مهمة لمناقشة هذه الهويات المعقدة من منظور جديد.
ويهدف هذا الحدث، المنظم بشراكة مع المعهد الفرنسي وسفارة فرنسا بالمغرب، إلى إبراز مكانة الفنون الرقمية المعاصرة كجسر للتواصل بين الثقافات، وتشجيع الإبداع الشبابي في مجالات الفنون والعلوم والتكنولوجيا.
وتتميز هذه الدورة ببرنامج غني ومتعدد الرؤى، يجمع فنانين وباحثين من المغرب وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والبرازيل والمكسيك والنيجر وسويسرا وتونس، إلى جانب تركيز خاص على الإبداع الفرنسي الذي يبرز غنى المشهد الرقمي بفرنسا ويعزز التعاون الثقافي المغربي-الفرنسي.
كما يتضمن البرنامج ورشات تكوينية وماستر كلاس يؤطرها فنانون مرموقون وأساتذة جامعيون، فضلا عن ندوة دولية بشراكة مع جامعتي باريس 8 وسافوا مون بلان، بمشاركة باحثين من أكثر من ثماني دول، لمناقشة موضوع “هويات غير متجسدة” من خلال مقاربات فنية وأدبية وتكنولوجية.
ويواصل المهرجان، الذي انطلق سنة 1993، ترسيخ مكانته كفضاء مرجعي يجمع بين الإبداع الشبابي والبحث العلمي، ويواكب التحولات المتسارعة في الفنون الرقمية، في انسجام تام مع الاستراتيجية الثقافية والعلمية لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الهادفة إلى دعم الابتكار والحوار بين الثقافات.




