تأخر أشغال ترميم وإصلاح المسجد الأعظم بتازة يصل البرلمان

وجه أحمد العبادي، عضو فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا، إلى أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول ترميم وإصلاح المسجد الأعظم بمدينة تازة.
وساءل النائب البرلماني ذاته، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول مآل أشغال ترميم وإصلاح المسجد الأعظم بتازة، وأسباب تأخرها الكبير، وعلى وجه التحديد، بخصوص مدى مطابقة مواد البناء للمعايير المعمول بها في هذا الشأن، لا سيما فيما يتعلق بالقرميد والزليج، وأيضا حول مدى التقيد بشروط الحفاظ على مِعمار وجودة وأصالة الجدران والأقواس والقبب والأسقف، وعموماً على كافة خصائص المسجد ومحتوياته الأصلية.
كما ساءل العبادي، وزير الأوقاف، عن إجراءات الوزارة من أجل تتبع مصالحها المختصة للأشغال عن قُرب، لتفادي أي إخلال بالمعايير المعتمدة في ترميم التحف والمآثر، ولتجنب إتلاف أي مكوِّن من مكونات المسجد الأعظم بتازة، من ثريات وخشب نادر وزخارف وزليج أصيل، وأبواب عتيقة وأقفالها وغير ذلك، مع ما يستلزمه ذلك من جردٍ وتوثيقٍ رسمي لمحتويات المسجد قبل وبعد عمليات الترميم والإصلاح.
وأوضح عضو فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، أن المسجد الأعظم (المعروف أيضاً بالمسجد الكبير) في مدينة تازة (موجود في الجزء العتيق من المدينة: تازة العليا)، يعد معلمةً دينية وروحية وثقافية وتاريخية بارزة، احتفظت وما تزال إشعاعها العلمي والتنويري، منذ مئات السنين، وبذلك يشكل المسجد الأعظم صرحاً حضاريا على صعيد إقليم تازة، وهو من أهم المعالم على المستويين الجهوي والوطني، كما أنه مصنف كتراث وطني.
وفضلا عن تصميمه المبهر وطرازه المعماري الرفيع والمبدع، يضمُّ المسجد الأعظم تحفة عملاقة، عبارة عن ثريا معلقة وسط المسجد، تُعتبر من أكبر الثريات في العالم العربي والإسلامي وحتى العالمي، وتُعتبر هذه الثريا مفخرة من مفاخر المغرب، حيث رُكبت أجزاؤها بأيادٍ فنية مغربية خالصة، يفوق وزنها 32 قنطارا، ونُقشت عليها الكتاباتُ بالخط الكوفي القديم، بحسب تعبير أحمد عبادي.
وأضاف النائب البرلماني ذاته “كل ذلك ينضافُ إليه منبر من الطراز القديم، يعود إلى فترة الموحدين. وإلى جانب ذلك يتميز المسجد الأعظم في تازة بوجودٍ متميز للبلاطات، والصحن، والمكتبة، والمخطوطات العلمية، والأبواب، والأسقف، والمنقوشات المختلفة، والزليج الأصيل”.
ونبّه البرلماني إلى أنه “بفعل عوامل الدهر وتأثيراته، تمَّ منذ سنوات الإعلانُ والشروع في أشغال إصلاح وترميم المسجد الأعظم، لكن يُجهلُ مآل هذه الأشغال، التي يتساءل عددٌ من الفاعلين عن زمن انتهائها، وعن مدى مطابقتها للمعايير المعتمدة في إعادة تأهيل البنايات ذات الطابع التاريخي أو الديني، إذ أن أنشطة الترميم، هذه، تُعتبر من أدق وأعقد عمليات البناء”.