بعد نصف قرن من الصمت.. اليوسفي يتحدث عن محاولة اغتيال الحسن الثاني
كشف عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الاتحادي الأول الأسبق، عن معطيات غير مسبوقة عن تفاصيل حياته، خصوصا ما يتعلق بفترة الاعتقال التي مر منها خلال ما بات يعرف بسنوات الرصاص وبالضبط في بدايات الستينات.
ومن المفاجآت التي تحملها مذكرات عبد الرحمان اليوسفي التي ستصدر قريبا في كتاب باسم ” أحاديث في ما جرى” ، أن الدكتور عبد الكريم الخطيب، ”كذب” حين قدم شهادته حول ما يعرف تاريخيا بـ ”مؤامرة 16 يوليوز 1963”، التي اعتقل فيها اليوسفي إلى جانب أزيد من 5000 اتحادي آخر بمختلف مدن المملكة، بدعوى التخطيط لاغتيال الملك الراحل الحسن الثاني في غرفة نومه بالقصر.
وجاء في مذكرات اليوسفي، أن الخطيب ”تدخل لدى السلطات حتى لا يتعرض عبد الرحمان اليوسفي للتعذيب”، وأضاف مؤسس حزب العدالة والتنمية، أنه ”فعلا تم توفير إقامة خاصة له، بقي فيها إلى أن حان موعد المحاكمة”.
وكان رد اليوسفي على هذا الكلام بالقول ” سامح الله الدكتور عبد الكريم الخطيب، لقد اعتقلت كباقي القياديين والمناضلين الاتحاديين، وكان الاستنطاق الأول بمركز الشرطة بالمعاريف بالدار البيضاء، والاستنطاق الثاني بدرب مولاي الشريف سيئ الذكر”.
وأضاف، وفق ما نقله امبارك بودرقة، مُعد المذكرات على لسان اليوسفي، أن في إحدى جلسات الاستنطاق رفعوا عنه العصابة من عينه، و”كانت دلالتها لدى الجلادين، أنه عندما يتاح لك التعرف عليهم، فهذا يعني في شريعتهم أنك لن ترى النور بعد ذلك…”، واسترسل ”في الوقت ذاته، تقدم إلي شخص ضخم الجثة أسمر اللون قائلا أنا الذي وضعت القنبلة في شتنبر 1962 التي فجرت ” أمبريجيما” وهي المطبعة التي كانت تطبع فيها صحف حزب الإتحاد الاشتراكي ومنشورات الإتحاد المغربي للشغل.
وزاد قائد ” التناوب” بالقول ”كانت الإستنطاقات الأخرى بدار المقري بالرباط وما أدراك ما دار المقري !، وبعدها تم نقلنا إلى السجن المركزي بالقنيطرة. وعند بداية المحاكمة، حُولنا إلى سجن لعلو بالرباط، وقد تقاسم معي الزنزانة المرحوم مومن الديوري وأحد المناضلين الذي أصيب بخلل عقلي نتيجة التعذيب وقد طالب ممثل النيابة العامة بالحكم علي بـ 15 سنة سجنا. وكان الحكم النهائي سنتين مع إيقاف التنفيذ”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية