ناج من رصاص البحرية الجزائرية يكشف تعرضه للتعذيب في سجون الجزائر
تفاصيل مروعة كشف عنها المواطن الفرنسي- المغربي إسماعيل صنايبي، أحد ضحايا واقعة إطلاق النار على “جيستكي” من طرف عناصر البحرية الجزائرية العام الماضي، وذلك بعدما قضى أكثر من عام في السجون الجزائرية بتهم ملفقة ودفع غرامة مالية كبيرة للإفراج عنه الصيف المنصرم.
وكشف الشاب ذو الـ28 عاما والأب لثلاثة أطفال، في حديث مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، تفاصيل مؤلمة عن رحلة بدأها رفقة أصدقائه من شواطئ مدينة السعيدية من أجل الاستمتاع بأمواج البحر، قبل أن تتحول إلى مأساة انتهت به في سجون الجزائر التي غادرها بصدمة يحاول الخروج منها بمساعدة طبيب نفسي.
وحكى الشاب أن ذلك اليوم بدأ بشكل رائع رفقة أصدقائه الثلاثة، لكنه انتهى بشكل مريع بعد أن ضلوا طريقهم وسط البحر في طريق عودتهم مساء إلى شاطئ السعيدية، قبل أن يظهر أمامهم قارب على متنه عناصر البحرية الجزائرية الذين لم يترددوا في إطلاق الرصاص عليهم بشكل صادم.
وروى صنايبي شهادة صادمة عن تعامل عناصر البحرية الجزائرية معه وأصدقائه الضائعين وسط البحر، مشيرا إلى أنه عندما كان يتلو الشهادة ضانا أن ساعته قد حانت بعد سماعه رصاص الجيش الجزائري في اتجاه أصدقائه، صدمه أحد عناصر البحرية الجزائرية قائلا: “لماذا تقرأ الشهادة أنت يهودي”.
وتعرض الشاب المغربي الحامل للجنسية الفرنيسة، لسوء المعاملة من طرف البحرية الجزائرية بعد القبض عليه وقتل أصدقائه، حيث تم تعريضه للضرب وهو مكبل اليدين والقدمين.
بعد نقله إلى الجزائر تعرض للاستجواب المتكرر، وسؤاله حول إن كان قد زار إسرائيل أو يشرب الكحول، كما تم وضع رأسه داخل دلو ماء وأشعل أحد العسكريين ولاعة تحت لحيته، مرورا إلى المحاكمة غير العادلة، حيث تمت إدانته في البداية بالسجن ثلاثة أشهر، قبل رفع العقوبة إلى ستة أشهر وغرامة مالية قدرها 15 مليون دينار، ليصدر قرار آخر بالحبس لمدة عام.
وقال صنايبي في شهادته للصحيفة الفرنسية، إنه وخلال فترة حبسه تنقل طيلة عام بين أربعة سجون، وكان ينام على بطانيات مبللة، وفقد 30 كيلوغراما من وزنه، مشيرا إلى أنه تعرض للابتزاز ووجد نفسه مجبرا على دفع غرامة مالية كبيرة مقابل الإفراج عليه في غشت الماضي، وتلقى تهديدا مباشرا من عسكري جزائري عند خروجه من السجن، بأن ينسى ما حدث ولا يتحدث عنه في فرنسا.