“معرض الكتاب” يحتفي بالبشير سليمان ديان فيلسوف إفريقيا البارز
كرمت الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الأحد بالرباط، الفيلسوف السنغالي البارز بإفريقيا، سليمان البشير ديان.
وشكل هذا الحدث الذي أقيم بعد يومين فقط من تنصيب البشير ديان عضوا مشاركا بأكاديمية المملكة المغربية، مناسبة استعرض فيها الفيلسوف السنغالي أبرز أفكاره.
وأكد ديان، وهو صاحب العديد من المؤلفات حول تاريخ الفلسفة والمنطق الجبري والفلسفة في العالم الإسلامي وإفريقيا، على أهمية الترجمة باعتبارها خيطا ناظما لجميع أعماله.
كما أبرز الفيلسوف السنغالي، أهمية الترجمة باعتبارها أداة لنقل الفلسفة اليونانية إلى العالم الإسلامي، حيث تم إثراؤها بمعجم جديد، مما مكنها من الانتشار في الشرق الأوسط والمغرب العربي وغرب إفريقيا.
وأشار إلى أنه من خلال خلق استمرارية حقيقية بين مختلف مناطق إفريقيا، فإن نقل المعرفة عن طريق الترجمة مكن من تقديم “تفنيد مزدوج” لرؤية هيجل التجزيئية لإفريقيا، على اعتبار أن عملية النقل هذه أكدت وجود “مراكز فكرية” كبرى في غرب إفريقيا وشرقها.
وأكد أن منطقة الصحراء الكبرى لم تقسم إفريقيا على المستوى الفكري أبدا”، مؤكدا أنها كانت دائما فضاء يتواصل فيه العلماء والحجاج ويلتقون فيه ويعبرونه.
ويدعو البشير ديان من خلال أعماله، إلى “إعادة توحيد إفريقيا” التي يسعى إلى “تذكرها” من خلال إعادة تشكيل ذاكرتها، مشيدا بريادة المغرب في هذا المجال.
وسلط الفيلسوف السنغالي في ختام مداخلته الضوء على الضوء على تصوره “الأخلاقي” للترجمة، والذي بموجبه تتلاقى جميع اللغات وتتلاشى الاختلافات “من أجل توحيد الإنسانية”.
يشار إلى أن سليمان البشير ديان من مواليد عام 1955 بسان لوي، وهو حاصل على دكتوراه دولة في الفلسفة. وبعد التدريس في جامعة الشيخ أنتا ديوب في دكار، وجامعة نورث وسترن في شيكاغو، أصبح ديان منذ عام 2008 أستاذا في قسمي الدراسات الفرنكفونية والفلسفة في جامعة كولومبيا بنيويورك، حيث يدير أيضا معهد الدراسات الإفريقية.
وصنفت (لونوفيل أوبز) سلميان البشير ديان ضمن أعظم 25 مفكرا في العالم، ومن “الشخصيات المائة التي تصنع إفريقيا”. وهو أيضا عضو في أكاديميات بلجيكا والولايات المتحدة والسنغال. وصدرت للبشير ديان عدة أبحاث ودراسات باللغة الفرنسية، أبرزها “الفيلسوف في الإسلام والنصرانية”، و”الكونية والفكر المناهض للاستعمار”، و”حوار حول الإسلام”.
وتتواصل فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى غاية 19 الجاري. ويعرف هذا الموعد الثقافي مشاركة 743 عارضا من 48 دولة، وسيقدم للقراء 100 ألف عنوان، في ثلاثة ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلل 241 فقرة ثقافية.
