مسار الراحل عبد القادر الرتناني رئيس الرجاء المثقف
توفي عبد القادر الرتناني، الرئيس السابق لفريق الرجاء الرياضي ورئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب ورئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية ومدير دار النشر “ملتقى الطرق”، عن عمر يناهز 78 سنة.
وترأس الرتناني فريق الرجاء بين عامي 1985 و1989، وخلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي، بعدما قاده للفوز لأول مرة بلقب البطولة الوطنية سنة 1988 بعد حوالي أربعة عقود من الانتظار، وفي السنة الموالية توج الرجاء في عهده بأول لكأس إفريقيا للأندية البطلة (دوري أبطال إفريقيا حاليا).
قدم الرتناني إلى الرجاء بفلسفة مغايرة، وظل يستغرب لعدم صعود الفريق إلى منصات التتويج على الرغم من قاعدته الجماهيرية العريضة والإمكانيات المحترمة للاعبيه، فخطط لقيادة الفريق للفوز بأول لقب للبطولة الوطنية، وهو ما استعصى عليه في أول عامين من ولايته، لينجح في موسمه الثالث كرئيس للرجاء في الظفر بلقب الدوري المحلي، بعد صراع كبير مع الكوكب المراكشي والوداد والجيش الملكي، ثم فاز الفريق الأخضر في الموسم الموالي بأول لقب قاري على حساب مولودية وهران الجزائري.
كان للراحل الفضل في تأسيس فرع فريق الرجاء لرياضة السباحة، وترأسه بين 1984 و1988، وناضل من أجل النهوض ببقية فروع النادي وعدم توجيه كل الاهتمام صوب فرع كرة القدم وإهمال باقي الرياضات، وعبر عن فخره في أكثر من مرة بفوزه بلقب البطولة مع صرف 100 مليون سنتيم فقط خلال موسم التتويج.
في عهد الرتناني، وقع الرجاء على أول عقد احتضان في تاريخه، وأصبح من الفرق القليلة في المغرب التي تضع علامات تجارية للشركات المحتضنة على أقمصتها، وكان من الرؤساء الذين ظلوا ينادون بضرورة دخول البطولة الوطنية إلى عالم الاحتراف، سواء فيما يتعلق بالاستشهار والتسويق، أو في الشق المتعلق بعقود اللاعبين مع الأندية.
وتحسر الرتناني على ما اعتبره إقصاء له من اجتماعات “لجنة الحكماء”، وقال في تصريحات سنة 2017، إن إحداث هذه اللجنة التي تضم بعض الرؤساء السابقين كانت فكرته، واتهم محمد أوزال باستبعاده من مختلف الاجتماعات التي تعقدها اللجنة، وقال إنه يحمل مجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تنهض بالفريق الأخضر وتنهي أزماته التي دخلها في تلك الفترة، كما حمل جزءا كبيرا من المسؤولية إلى الرئيس الحالي محمد بودريقة، عندما قال: “كان يفتقد إلى الخبرة الكافية بحكم أنه تقلد منصب الرئيس في سن مبكرة، ولم يتدرج في المسؤوليات داخل المكاتب المسيرة للرجاء”.
بالموازاة مع الرياضة، كان الرتناني من أكبر وأهم الناشرين المغاربة، الذين ناضلوا من أجل إعطاء الإشعاع للكتاب المغربي، وتقلد مجموعة من المناصب أبرزها: الأمين العام للرابطة الإفريقية للناشرين الفرانكفونيين، والرئيس المؤسس لرابطة الكتاب المغاربة المحترفين، ورئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب منذ سنة 2015، فضلا عن عضويته في هيئات أخرى، أهمها المركز الإفريقي لتكوين الناشرين والكتبيين في تونس.
ناضل الراحل من أجل تشجيع وتعزيز القراءة في المغرب وانتقد ندرة المكتبات وفضاءات القراءة في المملكة، وساهم في عمليات تحسيسية لتقريب الأطفال من القراءة، وأصدر أكثر من 50 كتاب حول الموروث الثقافي المغربي، ونشر أزيد من 600 كتاب باللغتين العربية والفرنسية، وروج للكتاب المغربي في عدة معارض في دول أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
في نونبر 2021، رفع الراحل دعوى قضائية ضد إريك زمور، المرشح السابق للرئاسة بفرنسا وأحد أكبر اليمينيين المتطرفين في أوروبا والمناهضين للإسلام والهجرة، بسبب استخدامه لنفس اسم دار النشر التي يملكها الرتناني “ملتقى الطرق”، إذ أنشأ زمور موقعا إلكترونيا يحمل نفس الاسم خلال فترة ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.
وفي 1993، وشح الملك الراحل الحسن الثاني، عبد القادر الرتناني، بالوسام العلوي، كما تم تكريم الراحل من قبل عدة هيئات ومنظمات في المغرب وفرنسا.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية