المنتخب المغربي.. حالمون يبلغون المربع الذهبي من المونديال بطموح لا ينضب
على درب المجد يمضي الحالمون، يسيرون خلف طموحهم الذي يكبر مع اقترابهم منه، يمضون بإيمان تحقيق ما عجز عنه السلف، بإصرار إحداث الرجة في العالم وتأكيد أحقية سعيهم لما اعتبر سابقا مستحيلا وغير متاح لمثلهم، يواظبون بعند المدافعين عن مسعاهم، يصمدون لإيمانهم بقدرة كتابتهم لتاريخ استثنائي يخلدهم.
بلغو المدى الذي كان مخالفاً للمنطق قبل المونديال، انطلقوا في المنافسة بحلم راود الناخب الوطني وشاركه مع مجموعته، فإذا بهم يشاركونه الطموح ذاته ويشكلون أحلامهم المشتركة، بقناعة إمكانية تحقيقها بناء على مؤهلاتهم، عملهم، صمودهم، انضباطهم ووطنيتهم القائمة على تشريف بلدهم وشعبهم.
المنتخب في نصف نهائي كأس العالم، استطاعوا اجتياز أعلى الحواجز وأصعب المطبات، أطاحوا بأقطاب أوروبا، أثبتوا للعالم أنهم كبارا ولا يقلون عمن سقطوا واهنين عند اصطدامهم بهم، أثبتوا للعامة أنه ليس للطموح حدٌّ، ما إن اقترن بعوامل داعمة، واصلوا إلى أن تيقن للجميع بأن بين الأفارقة والعرب منتخب معجزة، فتح الباب أمام أقرانه وقلّص الفوارق ببلوغه للمربع الذهبي الذي ظل لعقود حكرا على قارتين.
البداية كانت بمشاركة لم ينتظر منها المغاربة الشيء الكثير، كان اجتياز دور المجموعات من كأس العالم يكفيهم لإمطار اللاعبين والناخب الوطني، وليد الركراكي، بأصدق عبارات الثناء، لنظرتهم وتقديرهم صعوبة إبراز المدرب لأفكاره بعد شهرين من استلامه للمهام، على أن تكون المباراة الرسمية الأولى له، هي افتتاح الجولة بمونديال قطر.
التعادل السلبي كان الحاسم في المباراة الأولى أمام كرواتيا، أمام وصيف النسخة الماضية والذي يعد من أقوى وأعتد المنافسين، في مواجهة استبشر منها المغاربة خيرا، بعدما وصلتهم مشاعر اللاعبين وقتاليتهم، ورغبتهم الكبيرة في إسعادهم وتشريفهم.
دخل أسود الأطلس المباراة الثانية أمام بلجيكا، مواجهة كانت جميع التوقعات بشأنها تصب لصالح الشياطين الحمر، بيد أن الأسود زأروا وتألقوا، متمكنين من الانتصار على رفاق كيفن دي بروين، بهدفين دون رد، مع أفضلية واضحة على مستوى الأداء.
كان المنتخب المغربي في حاجة إلى تعادل مع كندا لحسم التأهل إلى الدور الثاني، بيد أن رجال وليد الركراكي، نجحوا في تحقيق الانتصار الثاني، وتأكيد الأفضلية في المجموعة، بالعبور إلى الدور الـ16 كمتصدر بـ7 نقاط، متقدما على كرواتيا الوصيف، وبلجيكا التي انتهى مشوارها في المنافسة.
دخل المنتخب الوطني مرحلة خروج المغلوب، مواجها المنتخب الإسباني، في مباراة صعبة وقوية أمام أحد كبار العالم ومنافس على اللقب.
مرت المباراة صعبة على أسود الأطلس، صمدوا أمام هجوم إسبانيا الكاسح والمتمثل في احتكارها المبالغ للكرة، ما أرهق العناصر الوطنية، وتسبب في إصابة بعضهم، بيد أن المنتخب المغربي ظل متجلدا إلى حين نهاية المباراة بشوطيها الإضافيين، ليتم الاحتكام لركلات الترجيح، ويبرز خلالها حارس العرين، ياسين بونو، الذي كان أمينا على المرمى بصده لجميع تسديداتهم، وينجح المنتخب المغربي في العبور إلى دور ربع نهائي كأس العالم.
ضرب المنتخب المغربي موعدا مع البرتغال في ربع نهائي المونديال، مباراة صعبة على الأسود، بعد الإرهاق الذي نال منهم عقب مواجهة إسبانيا، بيد أن الإيمان بالقدرة شمل المغاربة والمناصرين على حد سواء، بعد العزيمة التي كانت بادية على اللاعبين والمدرب، في المباريات الماضية وسعيهم لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق.
دخل المنتخب المغربي بإكراهات متمثلة في تسجيل غياب لاعبين بارزين عن التشكيلة الأساسية وهما، نصير مزراوي ونايف أكرد، ليتم تعويضهما بجواد الياميق ويحيى عطية الله.
اللاعبان المنضمان للتشكيلة الأساسية أكدا أن المنتخب المغربي قائم على مجموعة، وأن أي لاعب تم استدعاؤه فهو قادر على تقديم الإضافة المنتظرة، لينجح المنتخب المغربي في التسجيل عن طريق يوسف النصيري، والحفاظ على تقدمه لمدة شوط كامل، مدافعا عن مرماه ببسالة، إلى حين إطلاق الحكم لصافرة النهائية ويتم معه إعلان تأهل المنتخب الوطني إلى الدور نصف نهائي كأس العالم على رفاق كريستيانو رونالدو، كسابقة على المستويين العربي والإفريقي.
المنتخب المغربي في نصف نهائي كأس العالم، هي حقيقة كانت لن تصدق من قبل المنافسة، حتى أكثر المتفائلين لم تبادر ذهنه، إلا وليد الكراكي الذي شارك حلمه، فسخروا منه، واستحضروا ما قاله مع تقدمه في المونديال، ثم اعترفوا به وقدروا تطلعه، واضعين إيمانهم في مجموعة وضعت حلما وتكافح لأجله بطموح لا ينضب.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية