التوبالي: ورقة البعد الإنساني في ملف الصحراء المغربية هي الحل
اعتبرت أمينة التوبالي، فاعلة وناشطة حقوقية، أن التطرق لملف الصحراء منذ نشأته إلى الآن، وهي فترة تقارب الخمسين عاما، تدخل فيها متخصصين في التاريخ والجغرافيا، في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خبراء في الاقتصاد الدولي والقانون الدولي للبحار…، في حين المقاربة السوسيو اجتماعية لم تحظ بأهمية كبرى في معالجة هذا الملف سواء على المستوى الرسمي أو لدى الأكاديميين والهيئات المدنية خاصة على مستوى الداخل.
وشددت التوبالي، في مداخلة لها حول ” البعد الانساني في مسار ملف الصحراء المغربية”، خلال مشاركتها في ندوة فكرية بمدينة تنغير، على أن ورقة البعد الانساني في ملف الصحراء المغربية، هي المحرك الأساسي لكسب ثقة المساندين للطرح الانفصالي خاصة من المنظمات غير حكومية الدولية خاصة بالدول الناطقة بالإسبانية رفقة أخرون من دول أخرى.
وأوضحت السياق ذاته، أن “الملتقيات والمعارض والحفلات التي كانت ريعها يذهب لدعم الشعب الصوري كانت تتضمن صور ووقائع للأطفال وشيوخ ونساء في وضعية هشة على أرض غير أرضهم تحدث المزيد من التعاطف… هذه الفترة كان المجتمع المدني بالمغرب و الأساتذة الباحثين مبعدين عن تناول الملف، فترة كان فيها الملف بين يدي الداخلية والقصر، هنا أتحدث عن مرحلة حكم الملك الحسن الثاني رحمه الله”.
وأضافت التوبالي ” يمكن أن نقول أن طول تلك الفترة الزمنية، جعل أشخاص من البوليساريو يقتحمون مجموعة من التنظيمات والتي تقاسمهم نفس الأيديولوجية، للتأثير على بعض المؤسسات في تقديم الدعم المالي المخصص طبعا للقضايا الإنسانية، وهذا ما استمر عليه الحال إلى أن استقر أغلبهم وأسسوا جمعيات صحراوية في بقاع تلك الدول، رغم أن قيادة البوليساريو تمنع تأسيس الجمعيات والأحزاب في محيطها الداخلي”.
وبخصوص تكلفة ملف الصحراء المغربية على المستوى الانساني، سجلت التوبالي أن هنام ” وعي كبير بأن التكلفة المالية ثقيلة جدا… وأن غياب مشكل الصحراء في حياة المملكة المغربية، كان بإمكانه أن يجعلها أكثر تقدما، أما التكلفة الانسانية فهي أكثر مما تتصورون “.
وتوقفت التوبالي مطولا عند مخلفات حرب الصحراء من الشهداء والأسرى والمعتقلين، مذكرة أن الجمعية الوطنية لأسر وشهداء وأسرى الصحراء المغربية، سجلت استشهاد 30 ألف جندي و2400 أسير و700 شهيد من المدنيين بينما تصرح جبهة البوليساريو تضحيتها ب 7000جندي في هاته الحرب الممتدة ما بين 1975 و 1991 قبل موعد وقف إطلاق النار.
أيضا، تضيف التوبالي، كان ملف الصحراء سببا في اعتقال العديد من النساء والرجال من مختلف الأعمار سواء بالمغرب أو البوليساريو، لكن للمملكة المغربية الجرأة في مصالحة المعتقلين الصحراويين والذين كانوا في سجن قلعة مكونة وأكدز والعيون، مثلهم مثل باقي معتقلي الرأي، حين اعترف المغرب بما سمي بسنوات الرصاص وقرر القطع مع أساليب تلك الحقبة والانفتاح على المنظومة الدولية لحقوق الانسان وإنشاء هيئة للإنصاف والمصالحة”، توضح التوبالي التي زادت ” إلا أن ضحايا معتقلات وسجون تندوف لم يتمتعوا حتى بالإعتذار الشفوي”.
كما تطرقت التوبالي لمشكل الألغام الذي ” ذهب ضحيته مجموعة من الناس من بينهم شخصيات سياسية معروفة بالصحراء والتي لازالت منتشرة رغم وقف إطلاق النار، وتسببت في العديد من العاهات الجسمانية والإعاقات فضلا عن الوفيات”.