اندلاع حريق جديد في غابة ضواحي العرائش
علم “سيت أنفو” من مصادر مطلعة، أن حرائق الغابات عادت من جديد لتضرب إقليم العرائش، إذ اندلعت ظهر اليوم الإثنين النيران في غابة بقرية تازية بجماعة تزروت بإقليم العرائش، الأمر الذي خلف خسائر كبرى في الغطاء النباتي خاصة شجر البلوط.
وقد تداول نشطاء عل موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك'” صورا وفيديوهات توثق لاندلاع النيران مجددا في غابة ضواحي مولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش، فيما تعبأت فرق الإطفاء بشكل فوري من أجل إخماد الحريق الجديد.
وكان المدير الجهوي للمياه والغابات بالريف، سعيد بنجيرة، أعلن الأربعاء الماضي، عن التمكن من تحويط الحريق الذي اندلع بغابة “بني يسف آل سريف” على مستوى إقليم العرائش بـ”صفة نهائية”.
وقال سعيد بنجيرة، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “بفضل جهود كافة المتدخلين، بتنسيق مباشر من السلطات الولائية والإقليمية، تم تحويط هذا الحريق بصفة نهائية”، مشددا على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر بسبب الظروف المناخية غير المواتية، التي قد تؤدي إلى تأجج النيران في بعض البؤر.
وتابع المسؤول “يرتقب أن ترتفع درجة الحرارة وتزيد قوة رياح الشرقي خلال الأيام المقبلة، ما يقتضي من كافة المتدخلين الكثير من الحيطة والحذر”، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه تم ترك فرق مراقبة في محيط المساحات المتضررة لمعالجة أي تأجج محتمل للنيران، في انتظار الإعلان عن إخماد الحريق بشكل نهائي.
وأشار إلى أن حريق غابة “بني يسف آل سريف”، الذي اندلع على مستوى جماعات سوق القلة وتطفت بوجديان بإقليم العرائش، تسبب في تضرر حوالي 7800 هكتار، مذكرا بقرب إطلاق برنامج لتأهيل الغابات المتضررة لاستعادة أدوارها في حياة الساكنة المحلية.
وذكر بأن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة شهدت خلال الأيام الماضية اندلاع عدد من حرائق الغابات، همت على الخصوص غابة بني إيدر بجبل الحبيب بإقليم تطوان، وغابة عشاشة بإقليم شفشاون، وغابة أمزيز بإقليم وزان، وغابة ساحل المنزلة بإقليم العرائش.
ودمرت هذه الحرائق، وفق حصيلة غير نهائية أعلنت عنها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، 9200 هكتار في أقاليم العرائش ووزان وتطوان وشفشاون، منها 7800 هكتار بجماعة القلة لوحدها. كما أثرت الحرائق على مساحات من الأشجار المثمرة ودمرت العديد من خلايا النحل التقليدية والحديثة الموجودة في الغابات المحترقة.
كما أعلنت الوزارة، بهدف التخفيف من تأثير الحريق على النشاط الفلاحي والغابوي وتقديم المساعدة للسكان المعنيين، عن إحداث خلية على المستوى المركزي وخلايا على المستوى المحلي، بتنسيق مع السلطات الجهوية والإقليمية والمحلية، لرصد الوضعية وتقييم مدى تأثير الحرائق، لوضع تدابير مناسبة عاجلة لمواكبة الساكنة وإحداث مشاريع للتنمية وإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية المتأثرة، في إطار برنامج حكومي شامل.
جدير بالذكر، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، أشرف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش،يوم الجمعة الماضي بالرباط، على مراسيم توقيع اتفاقية إطار لتنزيل مجموعة من التدابير الاستعجالية للحد من تأثير الحرائق، التي اندلعت في شهر يوليوز الجاري، على النشاط الفلاحي والغابات، ودعم الساكنة المتضررة منها.
وتصل كلفة تنزيل هذه التدابير إلى 290 مليون درهم. ووقع على الاتفاقية الإطار كل من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، ومحمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وسعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، وعمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس مكناس.
وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة، أن هذه الاتفاقية، التي تهدف إلى التخفيف من تبعات الحرائق الأخيرة التي اندلعت خلال شهر يوليوز الجاري على الساكنة المتضررة منها ، ستشمل اتخاذ مختلف التدابير على المدى القصير والمتوسط من أجل دعم الساكنة لتأهيل وترميم المنازل المتضررة، التي تم إحصاؤها من طرف السلطات العمومية، والقيام بعمليات التشجير في الغابات التي دمرتها الحرائق وإعادة تأهيل الأشجار المثمرة المتضررة من خلال إعادة تشجير حوالي 9330 هكتارا.
كما ستشمل تعزيز وسائل الوقاية من الحرائق الجديدة ومكافحتها والتخفيف من الآثار الضارة للحرائق على مربي الماشية ومربي النحل بالمناطق المتضررة، مع تنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية المتكاملة في المناطق المتضررة، بالإضافة إلى خلق (1.000) فرصة عمل إضافية لجهة طنجة تطوان الحسيمة موجهة لفائدة المتضررين وأفراد أسرهم للعمل في إطار برنامج أوراش.
وأكد رئيس الحكومة، أن فرق التدخل التابعة للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، تجندت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من أجل إخماد الحرائق ومساعدة الساكنة المتضررة وحمايتهم وممتلكاتهم، كما ثمن التعبئة الشاملة لمختلف المتدخلين من أجل السيطرة على الحرائق.
ودعا رئيس الحكومة مختلف المتدخلين إلى التنزيل الفوري للتدابير الاستعجالية بهدف التخفيف من تأثير الحرائق على النشاط الفلاحي والغابات، ودعم الساكنة المتضررة من الحرائق.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية