محلل سياسي: ألمانيا لديها رغبة أكيدة لفتح صفحة جديدة مع المغرب
في تعليقه على إشادة ألمانيا، أمس الأربعاء، بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادة الملك محمد السادس، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي كـ”أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء المغربية، ودعوة رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، فرانك فالتر شتاينماير، الملك للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن ألمانيا منذ بداية التوتر بينها وبين المغرب وهي تحاول أن تتجاوز هذا التوتر وتعبر أنها ليس لديها أي مشاكل مع المغرب، ولكن مع الحكومة الألمانية الجديدة تغيرت الأمور حيث يبدو من خلال البلاغات والتصريح الأخير لرئيس الحكومة الفيدرالية لألمانيا، أن هناك رغبة أكيدة لألمانيا في فتح صفحة جديدة مع المغرب.
وأضاف المحلل السياسي، محمد شقير، في تصريح لـ”سيت أنفو”، قائلا: “أظن أن دعوة رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، للملك محمد السادس من أجل القيام بزيارة إلى ألمانيا، إذا تمت تحديد الزيارة والاستجابة لها، فإن ذلك سيسمح بفتح صفحة جديدة على أعلى مستوى، حيث أن كل المؤشرات تدل على أن المغرب يمكن أن يقوم بهذه المبادرة، وفي حالة إذا لم تكن زيارة ملكية سيكون هناك اجتماع لجنة مشتركة بين المغرب وألمانيا”.
وأوضح شقير، أن التصريح الأخير لرئيس الحكومة الفيدرالية لألمانيا، أشار إلى مجموعة من النقط التي أعلن فيها دعم ألمانيا للحكم الذاتي وهو أهم خلاف سبق للمغرب الاعتراض عليه خاصة فيما يتعلق بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مشيرا إلى أن النقطة الثانية التي سبق أن أثارها رئيس الحكومة الفيدرالية، أظهر فيها أن المغرب يلعب دورا كبيرا في محاربة الإرهاب باعتبار هذه القضية جزء من التعاون المغربي والألماني، كما أن المغرب يشكل دولة للاستقرار في منطقة غير مستقرة ويمكن أن يلعب دور قوة إقليمية، بحسب رئيس الحكومة الألمانية.
وشدّد شقير، على أن كل هذه المعطيات تؤشر على أن ألمانيا عازمة على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جيدة مع المغرب، وفق الشروط التي سبق أن عبر عنها وزير الخارجية المغربي السابق.
وخلص شقير، إلى أنه من المنتظر في المستقبل أن يكون هناك اجتماع لجنة مشتركة لتدارس قضايا التعاون بين المغرب وألمانيا في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى قضايا أخرى تهم الإرهاب وقضايا سياسية، وهي كلها إشارات تبين استعداد ألمانيا الكبير لفتح صفحة جديدة.
وكانت ألمانيا أشادت بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادة الملك محمد السادس، معتبرة مبادرة الحكم الذاتي كـ”أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء المغربية، ومعبرة عن “امتنانها للانخراط الفعال لصاحب الجلالة من أجل عملية السلام بليبيا”، وفق ما كشف بلاغ صادر عن الديوان الملك يأمس الأربعاء.
وحسب البلاغ نفسه، فقد أكد رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة السنة الجديدة، أن “المغرب قام تحت قيادتكم بإصلاحات واسعة”، مذكرا ب”دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع للمغرب”.
وأضاف الرئيس الألماني، “أثمن عاليا مبادراتكم المبتكرة في مكافحة التغير المناخي وفي مجال التحول الطاقي”، مبرزا أنه “بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بافريقيا”.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس شتاينماير دعوة إلى صاحب الجلالة للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين “.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد شتاينماير في رسالته إلى الملك محمد السادس، أن ألمانيا “تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق” لهذا النزاع الاقليمي.
كما ذكر “بدعم بلاده، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأمم المتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف”.
وحرص الرئيس الألماني في رسالته إلى الملك محمد السادس، على إبراز الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي. وأكد الرئيس شتاينماير في هذا الصدد: “أشيد بالمساهمة الكبيرة لبلدكم من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة”.
وفي هذا الإطار، سجل “الالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي، وهو أمر ضروري بالنسبة لبلادي (ألمانيا) وأمنها”.
وأكد الرئيس الألماني “نعتبر، أيضا، النموذج المغربي لتكوين الأئمة بمثابة عنصر واعد من شأنه القضاء على التطرف”.
وخلص الرئيس الألماني في رسالته إلى الملك محمد السادس، “إن بلدي وأنا شخصيا، ممتنون لكم للغاية على انخراطكم الفعال من أجل مسلسل السلام في ليبيا”. “