فيروس كورنا.. خبير يحذر المغاربة ويكشف سبب وفاة الكثير من المسنين
حذر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا في الرباط، المغاربة من التراخي في مواجهة فيروس كورونا، مبرزا أن الكثير من المواطنين المغاربة “عياو” و قرروا و بجرة “كمامة” أن الجائحة انتهت وهلم بنا إلى الحياة السالفة، قبل أن يشددّ قائلا” لكني أحاول و بكل تجرد علمي أن أبقي على تفاؤلي الحذر”.
وشدّد الإبراهيمي، على أن “أي تراخي كما نراه الأن سيؤدي حتما إلى تفشي تكاثر وانتشار الفيروس المتحور البريطاني “السريع” و كذلك لا قدر الله ظهور سلالات أخرى محلية..”، داعيا المواطنين خاصة المسنين، إلى الإسراع للاستفادة من التلقيح، ومشيرا إلى أن “الملاحظ وللأسف أن الكثير من الأشخاص المسننين بالإنعاش أو الذين توفوا لم يلقحوا و لم يأخذوا أي جرعة من التلقيح”.
وكتب البروفيسور عزالدين الإبراهيمي، مقالا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، عنوانه “رغم الهلع العالمي و صعوبة التعايش مع حالة “اللا يقين”….”، جاء فيه ” نحن نعاين ما يحدث في البرازيل و الهند ودول شقيقة كتونس و مصر في مواجهة الكوفيد… يجب أن نوازن بين شعورين … أن لا ننساق نحو الهلع المدمر و لا إلى كثير من التفاؤل و التراخي… بالفعل أتفهم كون الكثيرين الذين يخالجهم و تجتاحهم نوبات من الشعور بالخوف من المجهول و صعوبة التعايش مع حالة “اللا يقين” التي يحسون بها و العودة مرة أخرى إلى نقطة الصفر من إنهاك لمنظومتنا الصحية و مواكب العزاء “المهربة” و كثير من الألم … و كأنه فيلم رعب لا ينتهي… و على النقيض من ذلك كثير منا “عياو” و قرروا و بجرة “كمامة” أن الجائحة انتهت و هلم بنا إلى الحياة السالفة….. و لكني أحاول و بكل تجرد علمي أن أبقي على تفاؤلي الحذر…. نعم “أتماسك” و أنا أحلل وضعيتنا الوبائية والجينومية، أثمن كثيرا ما نقوم به و جرأة القرارين الصعبين الأخيرين بإغلاق الحدود و استمرار الإجراءات الليلية…. و أحمد الله على استباقيتنا في الوصول إلى اللقاحات قبل الكثير من الدول و الذي غير الكثير فيما نعيشه….”.
وفيما يتعلق بقراءته في الأرقام المتعلقة بعدد وفيات كورونا، وكذا تلك الموجودة بأقسام الإنعاش بالمغرب، قال الإبراهيمي “بالفعل فقد كان هذا التلقيح المبكر للفئات العمرية المسنة دور إيجابي في تغيير بعض خاصيات الحالة الوبائية….. ربما أكون مخطئا و لكن أظن حماية الأشخاص المسنين أدى إلى تشبيب المصابين وهنا يتكلم الكثيرون على أن الفيروس يصيب الفئات العمرية الشابة فيما أراه أن الفيروس لا يصل إلى المسنين و طبيعيا سيؤثر ذلك على معدل عمر المصابين بالمغرب وأؤكد هنا المغرب…”.
أما أرقام الأشخاص في غرف الانعاش و الوفيات فهي شبه مستقرة و بما أن معدل سن الوفيات كان هو 67 و بما أننا حميناهم بالتطعيم فالأرقام تبقى متقاربة …. ولكن الملاحظ وللأسف أن الكثير من الأشخاص المسننين بالإنعاش او الذين توفوا لم يلقحوا و لم يأخذوا أي جرعة منه…. لسبب بسيط وهو تأثير و تشدق بعض “الدجالين” في وسائط التواصل الاجتماعي بتقارير لاعلمية و إشاعات و تشكيكات “ديال الشووافات” بدون بحث علمي أو منشور واحد حول الكوفيد… هؤلاء “واهامي المعرفة” الملفقين لأنفسهم صفات الخبراء الدوليين… هم من يرهبون هؤلاء المواطنين و يثنونهم عن التطعيم…. نعم أود أن أنتفض ضد الكثير من هؤلاء مروجي الأضاليل و التي تؤدي إلى كثير من الوفيات بين المغاربة بسبب عدم تطعيمهم… وأحملهم المسؤولية… بالله عليكم…. أمريكا و بريطانيا لقحتا أكثر من 250 مليون شخص و بأمصال متعددة و العالم يبحث عن جرعة لقاح أينما وجدت و “بالريق الناشف”…. ونجد أشخاصا وراء شاشاتهم “يقتلون” المغاربة بأكاذيبهم… من حقي أن أنفعل….”الله يخذ فيكم الحق”….”، يقول البروفيسور الإبراهيمي.
الحالة الجينومية…. “حنا قد فمنا قد يدنا”
قال عزالدين الإبراهيمي، في مقاله التوضيحي، إن “مختبر البيوتكنولوجيا بالرباط، كمختبر وطني مرجعي في الجينومات، وفي إطار المشروع الوطني جينوما، أخذ على عاتقه ومنذ بداية الجائحة، وبشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و وزارة الصحة، وضع خطة لليقظة الجينومية تمكن من تتبع تطور الفيروس و مدى تأثيره على الحالة الوبائية بالمغرب. و اليوم نحن فخورون بالتقاسم مع الجمهور العريض بعض الأبحاث التي نشرت في المجلة الدولية للجمعية الأمريكية للميكروبيولوجيا (أنظر رفقته)… والتي أتمنى أن تساعدنا في اتخاد قرارات في مصلحة المغرب”.
وأضاف “أولا و بعد تحليل أكثر 250 جينوم لكورونا كوف 2 ( وهو عدد أكبر مما نشرته الدول الخمس للمغرب العربي)، فخورون بنشرنا يوم 22 أبريل وكسابقة علمية للخاصيات الجينومية لأول سلالة بريطانية وثقت بالمغرب. هذه السلالة لا تختلف عن السلالة المرجعية والتي من خاصياتها الإنتشار السريع و على زيادة حالات العدوى و لكنها لا تسبب في مرض أخطر ولا على الحماية المناعية الطبيعية أوفي إفشال اللقاح في إنتاج المناعة البشرية ضد هاته السلالة….”.
وتابع البروفيسور الإبراهيمي، “يبقى السؤال المطروح معرفة نسبة اللإصابة بهذه السلالة لدى المغاربة؟ أظن أن هذا السؤال متجاوز الأن لأن هذه السلالة في انتشار أسي و كما أكدت كل المحاكات العالمية أن سيأخذ مكان السلالة ب1 بحلول ماي. وعليه فأي قرار مغربي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن السلالة السائدة هي البريطانية و التي تنتشر بسرعة أكبر من الكلاسيكية…. وعليه فاليقظة الجينومية يجب أن تركز على معاينة وجود السلالات الاخرى من عدمه”.
وأردف الإبرهيمي قائلا: “ثالثا، و هذا ما نقوم به فقد نشرنا بحثا آخر يظهر وجود مجموعة من الطفرات الجديدة و التي ليس لها أي تأثير على السلالات الحالية….، ولكن هنا وجب التنبيه بأن أي تراخي كما نراه الأن سيؤدي حتما إلى تفشي تكاثر وانتشار الفيروس المتحور البريطاني “السريع” و كذلك لا قدر الله ظهور سلالات أخرى محلية بسبب هذا التكاثر تعيدنا إلى نقطة الصفر. ويبقى من المهم الآن وأكثر من أي وقت مضى أن لا نتخلى عن حذرنا و نواصل الالتزام بتدابير السلامة التي تعمل ضد انتشار الفيروس. و يجب من الجانب الأخر أن لا نقع في الترهيب و التخويف بالتحدث عن فكرة التحور المزدوج أو الثلاثي فقط للتخويف…..”.
وختم الإبراهيمي كلامه بالقول “في الحقيقة ورغم كثير من التبخيس للباحث المغربي بالمغرب، فأنا فخور بما يقوم به أعضاء مختبرنا من أساتذة وطلبة الدكاترة والماستر… فأبحاثنا لا تحاكي ما يقوم به الأخرون و إنما تصب في مصلحة الوطن أولا و أخيرا…. نعم… أنا متفائل، و الحمد لله، بالوضعية الحالية… و لكني أبقى حذرا لأن هذا الفيروس علمنا الكثير من التواضع ولا مناص لنا من النجاح في مواجهة الكوفيد و العودة لحياة “طبيعية” نرنو لها…. في أقرب الأجال إن شاء الله…”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية