العسري: “البيجيدي” في حاجة لانطلاقة جديدة ونزاهة البعض لن تسعف في ربح المعارك مستقبلا
شدّد علي العسري، المستشار البرلماني، وعضو فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، عن دائرة تاونات، على أن “البيجيدي” في حاجة للوقوف طويلا مع الذات، بل في حاجة لانطلاقة جديدة، مبرزا أن الاستقامة والنزاهة والتعفف، الذي يبدو أنه بقي العملة الوحيدة التي ينتشي بها بعضه، لن تسعف في ربح المعارك مستقبلا.
وفي هذا السياق، كتب المستشار علي العسري، تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” جاء فيها: “حزب العدالة والتنمية، وبغض النظر عن موقفه وتموقعه من المستجدات السياسية، قبل وبعد الانتخابات المقبلة، وعن نتائجه فيها، وحتى بغض النظر عن المنسوب الضعيف في الجرأة السياسية التي أبانت عنها قيادته، المسكونة بهواجس نسق سياسي داخلي معقد ومعطيات جيوسياسية إقليمية ودولية حارقة، والتحولات السريعة، التي يصعب على لاعب سياسي جديد كيفما كان مجاراة إيقاعها المرتفع، مثل العداء المبتدئ مع محترفين، فكيف بفاعل مع جدته ينضاف له حمل ثقل مرجعية تقاومها رياح حارة، تهب عليها من كل جانب، وجسده غير محمي بأي ثياب واقية أو مكيفة، والكل حريص على نزع قطعة القماش المتآكلة التي لا زال يحتمي بها، حتى يصبح عاريا تماما (من مرجعيته) بالداخل قبل الخارج، تقديري أنه في حاجة للوقوف طويلا مع الذات، بل أكاد أجزم أنه في حاجة لانطلاقة جديدة، واعتبار انطلاقة 1996 كانت تجريبية أو خاطئة، أو استنفذت أغراضها، وأفضل ما حققته معرفة دقيقة بطبيعة مسار الجري السياسي، ومتاريسه وحفره ومرتفعاته ومنحدراته الوعرة”.
وأضاف العسري “واعتقادي أن لا عاصم له إلا الزاد الروحي والتربوي الذي انطلق منه لأول مرة، وربما نفاذه بسرعة يعني أنه كان غير كاف، أو لم يتعهد بالتنمية والتثبيت والترصيد والتطوير، فحتى الاستقامة والنزاهة والتعفف، الذي يبدو أنه بقي العملة الوحيدة التي ينتشي بها بعضه، لن تسعف في ربح المعارك مستقبلا، لأنها مرتبطة رأسا بسببها، التي مع السنوات ظهر التخلي عنها بسلوكات فردية وجماعية شيئا فشيئا، والتخلي عن السبب يعني أن فناء نتيجته مسألة وقت فقط أيضا”.
وشدّد العسري قائلا: “فلا نهر سيجري إن جفت منابعه، فأعضاء الحزب ومنتخبيه ومسؤوليه لم يكونوا يوما بشرا أو مغاربة مختلفين عن غيرهم، فلا حواس إضافية، ولا قلوب أو عقول ملائكية غير إنسية، واختلافهم كان في اختلاف تربيتهم وثقافتهم وسلوكهم، ويوشكون، ما لم يتداركوا ذلك قبل فوات الآوان، أن يصبحوا بشرا ممن خلق، لا فرق بينهم وبين الآخرين إلا باسم ورمز الحزب!”.