عتيق السعيد لـ “سيت أنفو”: افتتاح قنصليات بالأقاليم الجنوبية انتصار للديبلوماسية المغربية

قال المحلل السياسي، عتيق السعيد إن افتتاح مجموعة من القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة يعد بكل تأكيد وواقعية انتصارا للديبلوماسية المغربية الناجعة، التي انتقلت من مرحلة تحصين المكتسبات بخصوص القضية الوطنية، إلى مرحلة فرض واقع جديد، قوامه اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لهذا النزاع المفتعل.

واعتبر السعيد أن افتتاح قنصليات عدد من الدول بالأقاليم الجنوبية “يندرج في إطار الدينامية القوية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والتي تجسدت خلال الاأسابيع الأخيرة بتفاعل دولي أكد دعم المجتمع الدولي الكامل والصريح لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة”، مشيرا بالقول : “في وقت قياسي له دلالاته من حيث عدد القنصليات بلغ بالأقاليم الجنوبية للمملكة ما مجموعه 16 قنصلية، 9 منها بالعيون و7 بالداخلة، وبالتالي أصبحت كل مناطق القارة الإفريقية ممثلة بالصحراء المغربية من خلال ست دول من غرب القارة، وخمس من وسطها، إضافة إلى ثلاث دول من جنوب القارة الأفريقية ودولة من شرق إفريقيا”.

وأكد المحلل السياسي نفسه، على أن الطلب المتزايد من البلدان بغية فتح قنصليات تابعة لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وفق القوانين المنظمة والمؤطرة للعلاقات القنصلية، “يجسد إيمان هذه الدول الشقيقة بأن الصحراء المغربية تتوفر على جميع المؤهلات الضرورية لتكون قطبا للتنمية وبوابة نحو القارة السمراء، وبالتالي فهي تترجم نظرة تلك الدول للصحراء المغربية كمصدر إشعاع ونقطة ارتكاز للمملكة المغربية في القارة التي تنتمي إليها”.

ومن جهتها تتفاعل المملكة المغربية حسب السعيد “بشكل قانوني مع الطلبات المقدمة لها من طرف العديد من الدول الشقيقة الرامية لافتتاح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية، كما أنها تبرهن بشكل ملموس مع كل خطوة افتتاح للقنصليات تنفيذها للوعود التي قطعتها للقارة بعد العودة للاتحاد الإفريقي؛ هاته الخطوات الديبلوماسية تساهم في استدامة الأهداف المشتركة القائمة على إنعاش النشاطات الاقتصادية، وتوطيد العلاقات التجارية وتنميتها وتطويرها، حيث إن المغرب تبنى مند 2011 تفعيل الجهوية المتقدمة القائمة في فلسفتها على الانتقال المستدام إلى نظام اللاتمركز الإداري كنظام تدبيري وتنظيمي لتنمية المجال الترابي”.

وأضاف أن “خطوة افتتاح القنصليات في الجهات الترابية للمملكة ينسجم مع التوجه، الذي قدم هندسته جلالة الملك محمد السادس بتصور فعال ومستدام للمقاربة التنموية الشاملة للتراب الوطني. هاته المبادرات تساهم في تجويد وتمتين السياسة الإفريقية للمملكة، التي تبلورت في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، والتي عززت مكانة المملكة كفاعل أساسي ومحوري في عملية التنمية بدول القارة السمراء، كما تجسد بشكل فعال وناجع في أزيد من 1629 اتفاق تعاون ما بين سنة 2000 والعام الماضي مع عدد من الدول الإفريقية، وبأكثر من خمسين زيارة أجراها جلالة الملك إلى بلدان القارة، مكنت من إرساء تحالفات استراتيجية على مختلف المستويات، وبناء أسس تعاون أعمق مع مختلف البلدان الإفريقية”.

وأبرز عتيق السعيد أن “دولة الإمارات العربية الشقيقة تعد اليوم من أول الدول العربية التي سارت في هذا التوجه وأكيد سنشهد عما قريب دول عربية أخرى تخطو نفس المبادرة؛ فالمغرب والإمارات العربية يجمعهم تنسيق مشترك سواء في القضايا الدولية أو الإقليمية، كما أن افتتاح قنصليتها بمدينة العيون من شأنه أن يفتح لرجال الأعمال الاستثمار في المجالات الاقتصادية التي تمتاز بها هاته المدينة المغربية، أيضا تواجد أبوظبي في هذا الإقليم المغربي، هو دفعة كبيرة في مستوى العلاقات بين البلدين، في سبيل الارتقاء بها إلى مستوى أكبر”، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تترجم “موقف الإمارات الثابت في قضايا المغرب العادلة في المحافل الإقليمية والدولية لما للبلدين من علاقات متينة تاريخية راسخة و شراكة استراتيجية تقوم على أعلى المستويات المملكة المغربية وتسعى بشكل جاد وقوي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وفقا للمبادئ الدولية، وتعزيز وضعية حقوق الإنسان، والمساهمة في النهوض بتنمية الصحراء المغربية بوابة إفريقيا على القارة الأوروبية، وكلها عوامل تدفع بالدول الصديقة للمملكة في اتجاه اتخاذ قرار تعزيز الحضور الدبلوماسي في الصحراء المغربية، وقطع جميع الروابط مع الأوهام الانفصالية”.


هزتان أرضيتان تضربان قرب مدينة تطوان

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى