المغرب والإمارات.. علاقات متميزة وشراكة متينة
يشكل افتتاح القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة بالعيون، حدثا مميزا يعزز العلاقات المتينة بين الرباط وأبوظبي وتقوية الصداقة بين البلدين، فهذا الحدث له أهمية سياسية تتمثل في دعم قضية الصحراء المغربية، ودبلوماسية وفقا لاتفاقية فيينا وتاريخية نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين منذ عهد الراحلين الحسن الثاني والشيخ زايد.
وشهدت العلاقات المغربية الإماراتية، خلال العشرية الأخيرة، تطورا كبيرا ونوعيا، ترجمته الزيارات الرسمية المتبادلة بين الملك محمد السادس وحكام الإمارات، وهو ما يعكس بوضوح التطلع المشترك للبلدين إلى الرقي بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستوى شراكة استراتيجية نموذجية ومتعددة الأبعاد.
وتعتبر العلاقات السياسية المغربية الإماراتية متميزة وراسخة، قائمة على تعزيز التشاور والتنسيق السياسي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي المحافل الدولية، حيث دأبت الإمارات العربية المتحدة على مساندة المغرب في كل قضاياه، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وذلك داخل منظمة الأمم المتحدة وفي إطار الشراكات الجهوية، كما أن المغرب يدعم موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في موقفها بشأن احتلال إيران للجزر الثلاث أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
وبخصوص التعاون الثنائي، فقد تم إرساء عدد من الآليات مثل اللجنة العليا المشتركة المنشئة بموجب اتفاق سنة 1985، التي عقدت دورتها الخامسة للجنة العليا المشتركة ماي 2018 في ابوظبي برئاسة وزيري خارجية البلدين.
كما عقدت الدورة الثانية للجنة القنصلية في شهر نوفمبر 2019 بالرباط، كما يضم الإطار القانوني للتعاون 95 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذ بين البلدين، من أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، واتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، واتفاقية تشجيـع وحماية الاستثمارات الموقعة سنة 2004، واتفاقية تفادي الازدواج الضريبي ومنع التهرب الجبائي، بالإضافة إلى مجموعة من الاتفاقيات الأخرى التي تشمل العديد من المجالات.
هذا وهناك دعم قوي إماراتي للمشاريع المغربية حيث ساهم صندوق أبوظبي للتنمية منذ سنة 1976، في تمويل 81 مشروعا في مناطق مختلفة بالمغرب بقيمة 9 مليار درهم إماراتي (5.5 مليار درهم على شكل منح حكومية، و3.5 مليار درهم إماراتي على شكل قروض ميسرة)، وذلك في قطاعات النقل والمواصلات (20.5 %)، والصناعة (%1,4)، والإسكان (%21,9)، والخدمات الاجتماعية والصحية (%27,4)، والكهرباء والمياه (%9,6)، والفلاحة (%8,2)، ومشاريع تنموية (%11).
كما تأتي الاستثمارات والتمويلات المباشرة الإماراتية بالمغرب في المرتبة الأولى عربيا، كما أصبحت تتصدر الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم المغربية بقيمة سوقية تناهز 88.9 مليار درهم (9.36 مليار دولار)، بزيادة 1.6%، وأصبحت الاستثمارات الإماراتية تمثل حصة 47 % من إجمالي الاستثمارات الخارجية في الأسهم المغربية المدرجة في البورصة.
وبلغت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في المغرب 2.79 مليار درهم سنة 2018، وما يناهز 2 مليار و441 مليون درهم مغربي سنة 2019، ومليار 300 مليون درهم في النصف الأول من السنة الجارية، حيث تعتبر الإمارات أول مستثمر عربي في المغرب بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 15 مليار دولار، وذلك من خلال 20 مؤسسة وشركة عاملة في قطاعات العقار والسياحة والفلاحة والصناعة والصحة.
كما تجدر الإشارة إلى أن عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة في دولة الإمارات أكثر من 56 ألف فردا، يشتغلون في قطاعات مختلفة كالفندقة والبنوك والديكور والتدريس والطيران.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية