قيادي من العدالة والتنمية: هناك احتقان داخل البيجيدي
قال بلال التليدي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، إن هذا الأخير منقسم حول تقويم طبيعة المرحلة، مسجلا وجود ثلاثة آراء مواقف متباينة بخصوص تدبير قيادة البيجيدي للمرحلة، مؤكدا وجود حالة ” احتقان داخلي” ناتج بالأساس عن هذا الأمر ( التقييم والتقويم).
وبسط التليدي في حوار له مع “اليوم24″ وجهات النظر المتباينة بخصوص تقويم طبيعة المرحلة داخل حزب العدالة والتنمية، مبرزا أن هناك قسم يرى أن القيادة جنت في الأخير ثمن تنازلاتها، وقراءتها الخاطئة للوضع السياسي، وهي الآن لا تملك غير خيار المسايرة.
في حين، يقول التليدي، يرى قسم آخر أن السقف المتاح والممكن للفعل السياسي في ظل الشروط السياسية القائمة هو ما قامت به القيادة، ولا يمكن أن تتحمل أكثر من طاقتها على الفعل.
أما القسم الثالث، بحسب ذات المصدر الذي وصف هذا القسم ب” الوسط”، فيرى أن المشكلة ليست في القيادة، وإنما في عدم نضج الديمقراطية في البلاد، وأن تغييب هذا المعطى هو الذي يتسبب في خلق حالة من الاحتقان داخل مكونات الصف الداخلي.
وفي تقدير بلال التليدي، لا يتصور صدور هذا الاقتراح من المكون المنتقد لخيارات القيادة، وذلك لسبب وجيه، وهو أنه يعتقد بمسؤولية القيادة في إنهاك الحزب وإضعاف شعبيته بسبب افتقادها للعنوان السياسي في إدارة المرحلة، إضافة إلى أنه يتصدر مواجهة فكرة تقليص نسبة مشاركة الحزب، ويرى في الاستجابة أو الرضوخ لهذا الطلب الخارجي استكمالا لمسار التنازلات المنهكة لشعبية الحزب.
ويشير المصدر إلى أن ” هناك رأيا آخر ينطلق من تقدير مختلف، يرى أن على الحزب العودة إلى المعارضة لتأمين وحدة الحزب وإعادة بناء فاعليته السياسية، وأن استمراره في الحكومة بنفس التدبير السياسي سينتهي به إلى نفس مصير الاتحاد الاشتراكي، ولذلك ربما ينتصر هذا الرأي لفكرة تقليص نسبة مشاركة الحزب حتى يعود الحزب إلى موقعه الطبيعي في المعارضة، ويشتغل إلى جانب القوى الديمقراطية لإنضاج الشرط الديمقراطي في المغرب”.
بيد أن القيادة، يرى التليدي، فليس من مصلحتها أن تدفع في اتجاه تقليص نسبة المشاركة، لأن ذلك سيقدم الدليل القاطع على فشل تدبيرها للمرحلة، واضطرارها إلى الرضوخ للطلب الخارجي الذي يعاكس التجربة الديمقراطية.