المغرب ومالي.. علاقات متينة رغم التطورات السياسية
لاشك أن أي مراقب للأوضاع في منطقة الساحل، ومتابع للعلاقات الدولية، سيدرك أن الدبلوماسية المغربية حققت انتصارا قبل أيام، من خلال تصريح العقيد آسيمي غويتا رئيس اللجنة الوطنية لإنقاذ مالي، والذي تضمن رسائل شكر وتقدير للملك محمد السادس وللمغرب على الدور الفعال في تسوية الأزمة التي مرت منها مالي.
هذه الإشادة، تعني بشكل صريح أن علاقات المغرب ومالي لم تتأثر بالتطورات السياسية التي أفضت إلى الإطاحة بالرئيس أبو بكار كيتا من الحكم، حيث كان المغرب عبر وزارة الخارجية سباقا لإصدار بيان يؤكد من خلاله تتبعه الوضع ويراقب عن كثب، قبل أن يصدر بلاغا ثانيا، يتحدث عن عن دعوة جميع الأطراف إلى الحوار، قبل أن يستقبل حسن الناصري سفير المغرب ببماكو من طرف غويتا، وكل هذا يعني أن المغرب لم يتأثر بالتغييرات المذكورة.
لقاء الناصري وغويتا له دلالة ورمزية خاصتين، ذلك أن سفير المغرب كان أول دبلوماسي يستقبل من طرف رئيس اللجنة الوطنية لإنقاذ مالي وهو ما يوضع بجلاء، المكانة الراسخة للمغرب لدى القيادة الجديدة لدولة مالي، فضلا عن كون أن العلاقة بين المغرب ومالي تعود لقرون عديدة، وهو ما يعطيها الشرعية التاريخية.
وإضافة إلى ذلك، فإن التعاون الثنائي بين البلدين، والتي تعزز مباشرة بعد اعتلاء الملك محمد السادس العرش، عبر توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات متعددة، وكذا زيارات عديدة للملك محمد السادس لباماكو، في عدد من جولات الملك بدول القارة.
ومن بين أهم مجالات التعاون بين المغرب ومالي، المجال الديني، حيث أن المغرب يقوم بتأطير الأئمة والمرشدين الدينيين في معهد محمد السادس بالرباط، ويقوم بتعزيز التعاون وتقديم الخبرات في المجال الأمني كذلك، مما جعل المغرب حسب مراقبين في مقدمة الدول التي تستفيد دول أخرى من خبراتهم في التعاون الأمني مع دول منطقة الساحل منها مالي، لما تعرفه من مخاطر أمنية وتطورات عصيبة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية