تفاصيل مثيرة عن الحشرة القرمزية التي تضرب فاكهة “الهندية” بجهة كلميم
خصت صفية التوزاني، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ثلاث جهات : العيون الساقية الحمراء ، كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب)، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار تمحور حول وضعية الحشرة القرمزية لنبات الصبار بكلميم واد نون والجهود المبذولة لمحاربتها.
1/الوضعية الحالية لمحاربة الحشرة القرمزية بجهة كلميم واد نون؟
أثبتت الدراسات العلمية الدقيقة والجهود الميدانية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (الأونسا) وشركائه، لا سيما أصحاب حقول الصبار والمنظمات المهنية، أن وضعية الحشرة القرمزية بجهة كلميم واد نون “مسيطر عليها”، وانتشارها بالجهة “ليس كبيرا ولا مفزعا”، وتؤكد كل مؤشرات الميدان، لاسيما مع إشراك أصحاب الحقول، الذي يجب أن يكونوا أول المتدخلين بالتبليغ عن الحشرة بعد استكشاف حقولهم، ومع جهود سنتين من العمل المتواصل، أن هناك “تفاؤلا كبيرا” في محاربة هذه الحشرة وأن انتشارها “بطيء”.
2/ كيف تنتقل الحشرة القرمزية من حقل لحقل؟
يجب التذكير بأن الحشرة القرمزية كائن حي ينتشر من مكان لمكان ومن حقل مصاب لحقل غير مصاب، وليست له ضوابط معينة، لا سيما إذا توفرت له ظروف التكاثر وعناصر الانتشار التي تساهم فيها عوامل كثيرة منها الإنسان (الصناديق ووسائل النقل …) والحيوان، وعوامل طبيعة أخرى مثل الرياح.
و تم، مؤخرا، تسجيل مساهمة الطيور في نقل الحشرة القرمزية من حقل لحقل، لهذا يجب أن يتجند الجميع لمحاربة هذه الآفة.
3/ تدخل الأونسا والطرق المثلى لمحاربة الحشرة، وأدوار الشركاء ؟
يتدخل المكتب لاستكشاف الحقول بشكل منتظم، وحسب برنامج مضبوط، وقد يكون التدخل بطلب من أصحاب الحقول الذين يكتشفون تواجد الحشرة بضيعاتهم ، كما قد يكون التدخل بطلب من شركاء آخرين منهم السلطة المحلية.
ويكون التدخل، بعد الاستكشاف، بمعالجة الحقول التي تكون إصابتها خفيفة بالمبيد المرخص له من قبل المكتب، والذي يخضع لمراقبة صارمة لا سيما ضوابط التركيز والاستعمال من قبل عناصر خلية المكتب بالجهة، أو من قبل الفلاحين أنفسهم، وكذا وقت استعماله، واحترام “زمن الانتظار” بين استعمال المبيد ووقت قطف فاكهة الصبار.
ويستعمل مبيد الحشرة القرمزية عن طريق الشركات التي وقع معها المكتب صفقات بهذا الخصوص، وتحت مراقبته الدائمة والصارمة، وذلك لضمان “الممارسات الجيدة” في استعماله.
ويحرص المكتب، ويوصى الفلاح والمنظمات الفلاحية المعنية، كذلك، بمراقبة آلات ومعدات رش المبيدات حتى لا تنقل الحشرة الى الحقول، ومراعاة، أيضا، لوجود حشرات وحيوانات أخرى بالحقول، منها النحل، تفاديا لإلحاق الأضرار بها.
وهناك “طريقة القلع في المعالجة والتي يتم اللجوء إليها في الحقول التي تكون فيها الإصابة كبيرة جدا.
4 /متى يتم اللجوء إلى قلع نبتة الصبار، وبأي طريقة يتم التخلص من الصبار المصاب؟
يتم اللجوء إلى قلع الصبار في الحقل المصاب بالحشرة القرمزية إصابة بليغة، تفاديا لانتقالها في الحقل الواحد وإلى الحقول والضيعات المجاورة .
وقد تم اللجوء حاليا إلى عملية جديدة في طمر الصبار المصاب، بعد قلعه، باستعمال البلاستيك (يستعمل في الفلاحة المغطاة). وهي الطريقة التي ابتكرها أحد مهندسي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) بجهة كلميم واد نون، التي يتم فيها قتل الحشرة القرمزية بدون مبيدات عبر طمرها والضغط عليها بالأحجار، تؤدي بسرعة إلى تحلل وتخمر قرنق الصبار.
وبهذه الطريقة، حيث يتم استعمالها بالحقل وليس خارجه تفاديا لانتقالها، يحرص المكتب على الحفاظ على البيئة.
وقبل هذا كله، يتبع فريق (الأونسا) بجهة كلميم واد نون طريقة في محاربة الحشرة القرمزية تتمثل في التشذيب (قديمة جدا حيث كانت النسوة، قديما، يلجأن إلى هذه الطريقة تلقائيا)، والتشذيب في حد ذاته يعني “تشبيب” نبتة الصبار عبر تهويتها للتمكن من الوصول إلى الأماكن التي تختبئ فيها الحشرة (تحت النبتة التي لا تتعرض للشمس والهواء) للحد والتقليص من نسبة الإصابة.
5/ هل يمكن تسليط الضوء على الاستراتيجية التي تم اعتمادها، مؤخرا، والتي تعتمد على مقاربة تشاركية مع الفلاح؟
يعتمد المكتب على استراتيجة تعتمد على المقاربة التشاركية في محاربة الحشرة القرمزية بجهة كلميم واد نون، منذ يوليوز 2019 ، فبعد أن كان التدخل لمحاربة هذه الآفة يقتصر على المكتب وشركائه بوزارة الفلاحة، أعطى إشراك الفلاح المتواجد بحقله نتائج جيدة.
وقد أتثبت التجربة الميدانية فعالية هذه المقاربة، وذلك بعد تقلص أو انعدام الحشرة القرمزية بالحقول التي يرعاها الفلاح، لهذا سيقوم المكتب بإصدار كتيب سيوضع رهن إشارة الفلاحين يبسط طريقة تعامل الفلاح مع حقول الصبار.
الصبار لم يعد فاكهة تترك مهملة طيلة السنة في الخلاء، ليتم قطفها وجنيها خلال موسم الجني، بل تحتاج لرعاية كاملة، كما باقي الأشجار المثمرة (اللوز ، الزيتون، والموز والتفاح …) .
ولهذا الغرض ينظم المكتب دورات تأطيرية وخرجات تحسيسية وتجريبية لشرح طرق رعاية الحقول وتشذيبها، وطرق استعمال المبيدات.
وبفضل كل هذه الجهود ، وبفضل تدخل المكتب وشركائه، يقوم المكتب بتنظيم زيارات ميدانية لحقول وضيعات “نموذجية” .
وتعتبر فاكهة الصبار بجهة كلميم واد نون، لا سيما صبار إقليم سيدي إفني، بالرغم من إشاعات حول تأثير المبيدات، من أجود أنواع الصبار على الصعيد الوطني. وعلى اعتبار أن المبيد المستعمل في محاربة الحشرة القرمزية بالجهة من النوع الذي يسمى ب”المبيد التماسي” (pesticide de contact)، يمكن استهلاك صبار الجهة “بكل اطمئنان”، والإشاعات حوله تضر باقتصاد الجهة وبالفلاح أيضا الذي يعتبر الصبار من مصادر دخله الرئيسية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية