“حراك صحي” بسكورة عقب وفاة امرأة بسبب “الإهمال الطبي”
عاشت جماعة سكورة مداز التابعة لإقليم بولمان في الأسبوع الماضي بما يمكن تسميته “حراك صحي”، بعد “وفاة المسماة قيد حياتها زهرة قصو بسبب نزيف استمر لساعات بعد ولادة طبيعية”، تُوج بوضع ملف مطلبي على رأسه “فتح تحقيق نزيه، شفاف وموضوعي حول ملابسات وفاة (زهرة قصو) وتحديد المسؤوليات، مع اطلاع الساكنة المحلية وتنويرها بنتائج التحقيق فور الانتهاء منه، وتعيين طبيب ثاني بالمركز الصحي لسكورة، وتأهيل المركز الصحي القروي بسكورة عبر تغطية النقص الحاصل في التجهيزات والمعدات الطبية مع ضمان الصيانة اللازمة لها (أجهزة قياس الضغط الدموي وتحلون الدم، تخطيط القلب، طاولة التوليد ومراقبة الحمل، جهاز الايكوغرافي، …)”.
وطالب بيان توصل “سيت أنفو”، بنسخة منه، بـ”توفير مداومة فعلية بالمركز الصحي بما في ذلك المداومة الليلية وخلال المناسبات الدينية والوطنية، وسيارتي إسعاف مجهزة ومجانية وتخصيص إحداهما للولادة فقط، وسيارة نقل الموتى بسكورة مجانا، وإنشاء دار الأمومة من أجل استقبال النساء الحوامل والاعتناء بهن قبل وبعد الولادة، وتوفير الترياق والأمصال المضادة لسم العقارب والأفاعي، وكذلك داء الكلب محليا، وتزويد صيدلية المركز الصحي بسكورة بالأدوية الأساسية بشكل كاف ومجاني، بما في ذلك أدوية الأمراض المزمنة، وتفعيل مشروع مستشفى القرب لبولمان، من أجل تقريب الخدمات الصحية لسكان المناطق البعيدة عن المراكز الإستشفائية الإقليمية والجامعية”.
وأكد البيان، أن “المحتجين عبروا عن استعدادهم الكامل للقيام بكل ما يتطلبه الأمر من أشكال احتجاجية سلمية حتى تحقيق هذه المطالب کاملة، ويحملون المسؤولية كاملة للجهات المسؤولة فيما ستؤول إليه الأوضاع في ظل كل تعامل لا مسؤول تجاه مطالبهم العادلة والمشروعة”.
وذكر البيان أن “سکورة عرفت احتجاجات حضارية، قدم من خلالها المحتجون دروسا بليغة في الاحتجاج السلمي، ونصرة الحق ودفع الظلم رغم محاولات جهات عدة لإفشال هذا الاحتجاج سواء عن طريق نشر الإشاعات، أو عن طريق خلق صراعات وهمية وهامشية، لتحوير النقاش الحقيقي المتمثل في الواقع المزري الذي تعيشه ساكنة سكورة، خصوصا في القطاع الصحي، في هذا الصدد تم عقد نقاشات مستفيضة وتفاعلات اتسمت بمشاركة عدد كبير من الساكنة وبكل حرية ومسؤولية وبعيدا عن أي تصور سياسي حزبي أو حركة أو تنظيم سياسي أو جمعوي حيث تم اقتراح ملف مطلبي”.
وحول تفاصيل الواقعة التي أشعلت الغضب وسط ساكنة سكورة، أوضحت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بولمان في بيان سابق لها، بأنها “بعد توصلنا بنبأ وفاة ” زهرة أوقصو”، انتقلنا كأعضاء المكتب المحلي إلى بلدة سكورة يوم 21 يونيو2020، حيث قمنا بتسجيل مقطع فيديو مع عائلة الضحية تم نشره على صفحة الفايسبوكية للفرع، يروي فيه أخ الزوج تفاصيل الواقعة المؤلمة التي راحت ضحيتها “زهرة أوقصو” التي تعرضت لإهمال طبي حسب التصريح الذي جاء على لسان عائلة الضحية”.
وأضاف البيان، “أمام هذه الفاجعة الاليمة، خاضت ساكنة سكورة مسيرة احتجاجية طالبت من خلالها بفتح تحقيق حول حيثيات الإهمال الذي تعرضت له الضحية “زهرة اوقصو”، وطالبت أيضا بتجهيز المستوصف الصحي بالمعدات والاجهزة الطبية وتعيين طاقم طبي لتوليد النساء”.
وأبرزت أن “ضغط الساكنة دفع السلطات المحلية الى عقد حوار مع عائلة الضحية وبعض نشطاء البلدة يوم الثلاثاء 23 يونيو2020 بحضور كل من المندوب الإقليمي للصحة، ورئيس دائرة بولمان، وقائد قيادة سكورة وقائد سرية الدرك، غير أن نتائج هذا الحوار عاكست بشكل جذري تطلعات ساكنة بلدة سكورة التي كانت تأمل الى تدخل ايجابي من لدن السلطات، غير أنه تم تخويف النشطاء ودعوتهم إلى التوقيع على مطبوع يلتزمون فيه بعدم التظاهر مستقبلا”.
ونبهت أن “هذا التضيق قابلته ساكنة سكورة بوقفة احتجاجية ثانية يومه الأربعاء 24 يونيو 2020، وبالموازاة مع هذه الوقفة تم استدعاء عائلة الضحية (الزوج والام واخ الزوج) للإستماع لهم حول حيثيات الواقعة من طرف عضوين من المفتشية العامة لوزارة الصحة”.
ودعت الجمعية “عامل إقليم بولمان باستفسار رئيس مجلس جماعة سكورة حول عدم صيانة سيارة الإسعاف الثانية، حيث تم الاستعانة بسيارة جماعة بولمان البعيدة عن سكورة بـ 34 كلم، وهو عامل اخر ساهم ايضا بشكل كبير في الفاجعة نظرا لخطورة المسلك الطرقي الرابط بين بولمان وسكورة، وتأخر سيارة الاسعاف للوصول إلى سكورة ثم نقلها بعد ذلك الى المستشفى الجامعي بفاس، كما طالبت وزير الصحة بفتح تحقيق حول تسيير الشأن الصحي بالإقليم، واستفسار المندوب الإقليمي ومديرة المستشفى الإقليمي حول الشواهد التي استفاد منها 3 أطباء التوليد دون تعويضهم”.
وأشارت إلى ضرورة “الكشف عن مصير مستشفى القرب لبولمان، حيث سيساهم إنجاز هذا المرفق في التخفيف من معاناة التنقل وتقريب الخدمة الطبية لفائدة سكان دائرتي بولمان ومرموشة، وطالبت رؤساء الجماعات الترابية بتحمل مسؤوليتهم في الوضع الصحي بدائرتي بولمان ومرموشة عبر التعاقد مع أطباء التوليد، ودعت المندوب الإقليمي للصحة بنشر تقرير يضم معطيات وإحصاء مضبوط حول الاختصاصات المتوفرة وعدد الأطباء والممرضين بالإقليم”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية