رجل أعمال بمراكش يروي كيف انتصر على كورونا بعدما رأى الموت بأم عينيه
حاول رجل الأعمال، عماد هاندي، أن يروي لنا قصته مع فيروس كورونا بكل تفاصيلها، رغم أنه كان يشعر بتعب شديد ويجد صعوبة كبيرة في التنفس، إلا أنه أصر على الحديث معنا، بحيث كشف لنا كيف انتقلت له العدوى، وكيف حاولت ابنته ذات 13سنة، ووالدته رفع معنوياته، رغم تواجدهما بانجلترا.
عماد الذي عاد إلى بلده منذ ثلاث سنوات، من أجل الاستثمار فيه، وإطلاق مجموعة من المشاريع العقارية، تاركا وراءه ابنته ووالدته بانجلترا، لم يكن يخطر على باله بأنه سيصاب بفيروس كورونا، وسيواجه مصيره لوحده داخل المستشفى.
يقول عماد في حواره مع “سيت أنفو”، إنه كان يتابع تطورات هذا الفيروس اللعين منذ أن ظهرت أولى الحالات بمدينة ووهان الصينية، وذلك عن طريق القنوات التلفزية، لكنه لم يكن يتخيل أن يصل هذا الفيروس إلى المغرب.
يوم 11 مارس، رن هاتف عماد على الساعة السادسة صباحا، كان المتصل صديقه بانجلترا، لم يتفاجأ عماد من الاتصال لأنه كان قد اتفق مسبقا مع صديقه بأنه هو من سيتكلف بنقله رفقة عائلته من مطار مراكش إلى منزله، فور وصوله إلى المغرب مباشرة بعد المكالمة الهاتفية التي تلقاها عماد، توجه إلى المطار من أجل لقاء صديقه، يقول إنه لم يفكر ولو للحظة بأن يكون هذا الأخير مصاب بفيروس كورونا، لأن كل ما كان يخطر بباله أنذاك هو أن يستقبل صديقه الذي حل بالمغرب.
وبالفعل قام عماد بنقل صديقه من المطار إلى منزله المتواجد بمدينة مراكش، وانتقل هو إلى الفندق من أجل أخذ قسط من الراحة، بعدما تناول معهم وجبة الغذاء.
في اليوم الموالي بدأ عماد يشعر بنوع من الآلام على مستوى الرأس، وظن أن حمام دوش الذي أخذه قبل النوم هو السبب، لكن سرعان ما بدأت درجة حرارة جسمه ترتفع شيئا فشيئا، ربط الاتصال بطبيبه بانجلترا، وحاول إخباره بالأمر، لأنه يعاني من داء السكري، فنصحه الطبيب بأخذ دوائه في الوقت، طالبا منه أن يزور طبيبا مختصا في المغرب.
عماد لم يكترث للأمر وانتقل إلى منزله المتواجد بمدينة الدار البيضاء، وعند وصوله قصد أحد الأسواق الممتازة من أجل اقتناء المواد الغذائية، مخافة أن يتم الإعلان عن حالة الطوارئ، كباقي الدول الاوروبية.
بعد مرور يومين بدأت حدة الألام ترتفع، لدرجة بدأ يشعر بضيق في التنفس، والاسهال وصداع حاد على مستوى الرأس، فانتقل إلى مدينة مراكش مرة اخرى لرؤية صديقه الذي كان في حاجة لمفاتيح شقته، لكن عند وصوله ربط الاتصال بالطبيب ليخبره بتطور حالته الصحية. يقول عماد إن وضعه الصحي، جعله يعرف أنه مصاب بالفيروس، بحيث عاود الاتصال بمركز الو يقظة، وبعد أخذ مجموعة من المعلومات عنه، تم نقله إلى المستشفى.
يقول عماد لم أشعر بأي شيء حينما تم إخباري أنني مصاب بفيروس كورونا، لأنني كنت مثيقن أن العدوى انتقلت لي، فقمت بربط الاتصال بوالدتي وابنتي بانجلترا، لأخبرهما بالأمر، لأنه خلال فترة العلاج قرر عدم الإجابة عن أية مكالمة، كي لا يجهد نفسه.
والدة عماد حاولت من خلال المكالمة الهاتفية الرفع من معنوياته، وقالت له بالحرف “دازو عليك المحاين ديال الدنيا والأخرة وقدرتي تغلب عليهم، فبالاحرى هاد الفيروس”، في حين حاولت ابنته المزاح معه، قائلة: “بابا واش كتبتي ليا الارث”.
قضى عماد 18 يوما داخل المستشفى بمراكش، عاش لحظات عصيبة لدرجة أنه لم يقم من سريره لمدة 9 ايام، نظرا لتدهور وضعه الصحي. لكن عماد بقوته وايمانه بالله حاول التغلب على الفيروس، وبدأ يرفع من معنوياته، رغم أنه كان يسمع بين الفينة والاخرى عن وفاة أشخاص دخلوا معه للمستشفى في نفس اليوم.
يقول عماد إن وضعه الصحي بدأ يتحسن يوما بعد يوم، إلا أن تم إخباره بأنه هزم الفيروس، ويجب عليه أن يغادر المستشفى إلى منزله.
عماد رغم تغلبه على الفيروس إلا أنه لا زال يعاني من بعض التعب، ما جعله يلازم البيت لبضعة أيام.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية