رونالدينيو.. النجم الذي ختمت حكايته بنهاية مؤسفة
النهايات السعيدة لا تُقترن بمسارات المجد دائما، الأقدار تأبى أحايين كثيرة التوافق مع المتوقع، تضع حبكتها الفجائية مبرزة سيادتها وحكمتها، النهايات تناقض الانتظارات، والعبر تبقى قرينة الأحداث والتفاصيل الحاسمة.
نجوم خيبوا الآمال بعد سنوات النجاح، تألقوا وبزغ نجمهم إلا حين تغير واقعهم، رونالدينيو أحد أساطير الكرة البرازيلية الذي نسج مجده الذهبي قبل أن يبتعد عن الكرة ويُطمر الخزي والهوان.
رونالدو دي أسيس موريرا الشهير برونالدينيو، رأى النور في الـ21 من مارس 1980 في بورتو أليغري البرازيل، انطلقت حكايته مع كرة القدم، بانضمامه لفريق غريميو للشباب، لفت حينها الانتباه بموهبته الفذة وبإمكانياته التي ميزته عن زملائه وأقرانه، تدرج في فئات النادي وأصبح ضمن الفريق الأول.
في سنة 2001، قرر رونالدينيو اتخاذ خطوته الأولى نحو النجومية بانضمامه إلى نادي باريس سان جيرمان الذي تألق معه عارضا نفسه للعالم كواحد من أبرز المواهب الواعدة، احتاج رونالدينيو سنتين فقط ليغري نادي برشلونة الذي اتخذ خطوته المصيرية، ويبدأ الساحر في عروضه التي أبهرت الخصوم قبل المشجعين.
قضى رونالدينيو مع برشلونة خمس سنوات حصد خلالها كل الألقاب الجماعية وحقق جائزة الأفضل في العالم سنتي 2004 و2005، لينتقل إلى نادي ميلان الإيطالي سنة 2008، قضى معه “روسونيري” ثلاث سنوات توج بلقب الدوري الإيطالي سنة 2011، ليعود رونالدينيو إلى البرازيل مدافعا عن ألوان نادي فلامينغو ثم انضم لفريق أتليتيكو مينيرو، الذي فاز معه ببطولة كوبا ليبرتادوريس.
كان اللقاء الدولي الأول لرونالدينيو سنة 1999 وهو في الـ19 من عمره، وشارك مع المنتخب البرازيلي في كوبا أمريكا وكأس القارات خلال السنة ذاتها، ليصبح اللاعب ركيزة في تشكيلة سيليساو الأسطورية التي حققت كأس العالم سنة 2002 في نسخة كوريا الجنوبية واليابان، رفقة رونالدو، ريفالدو، روبيرتو كارلوس، كافو، كاكا وآخرين، كما ظفر رونالدينيو بلقب كأس القارات سنة 2005، ليبدأ في الابتعاد عن القائمة المستدعاة بعد نكسة كأس العالم 2006.
التهور والقرارات غير الموفقة كفيلة بطرح أي شخص بلغ القمة يوما على الأرض، فبعد اعتزال رونالدينيو لكرة القدم، بدأت الأنباء المؤسفة تتوالى، إلى أن جرى إيقافه قبل شهرين من قبل سلطات الباراغواي لعبوره حدود البلاد رفقة شقيقه بجوازي سفر مزورين، بعدما تابعته السلطات البرازيلية سابقا لعدم دفع غرامة مالية وبعض الديون الأخرى.
وقضى رونالدينيو مدة شهر في أحد سجون الباراغواي وتسربت صور له، قبل أن يتم دفع كفالة خروجه من السجن مؤقتا رفقة شقيقة والتي بلغت 1,6 مليون دولار، وقد تم وضعهما رهن الإقامة الجبرية في أحد الفنادق الفاخرة في الباراغواي.
يقضي رونالدينيو أيامه الحالية في غرفته الخاصة، راسما ابتسامته الشهيرة التي تحجب حزنا وندما شديدين، متأملا غارقا في تفكيره بين ماضيه الذهبي وحاضره المؤسف ومستقبله القاتم.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية