إقليم صفرو.. العزلة الصحية والتمدرس رفيقان بالضرورة
تحت هاجس المخاطر الصحية التي يزرعها فيروس كورونا المستجد، يبدو أن تلامذة الوسط القروي في إقليم صفرو يتأقلمون تدريجيا مع السياق الجديد حيث الدراسة تتواصل…ولو عن بعد.
هذا النمط التعليمي الافتراضي الذي كان حتى اليوم غير معروف في أوساط أطفال العالم القروي، فرض نفسه ضرورة ملحة في أيام التعبئة العارمة ضد انتشار الفيروس.
في بعض المدارس النائية بالإقليم، كما في باقي مناطق المملكة، يعتاد التلاميذ يوما بعد يوم على توظيف الوسائل الرقمية والسمعية البصرية البديلة للتعليم، على غرار أرضية “تلميذ تيس” والقناة الثقافية (الرابعة) لمواصلة المسار الدراسي.
بثقة وعزم، وجد محمد، شيماء وآية، من مجموعة مدارس زاوية بوكرين، التابعة لنيابة صفرو، ومعهم تلاميذ الإقليم، الطريق لمواصلة الدروس بشكل طبيعي وسليم، عن بعد، مبدين اهتماما خاصا بالدروس الرقمية التي أعدها وصاغها مدرسون وبيداغوجيون من مختلف الشعب العلمية.
من داخل العزلة الصحية في البيوت، يبدي هؤلاء الأطفال أمارات العزم والمثابرة والانخراط في التفاعل مع الدروس الوافدة عبر التدفقات الإلكترونية.
تقول المديرة الإقليمية للتربية الوطنية، وفاء شاكر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التعليم عن بعد معتمد من قبل الوزارة الوصية منذ أزيد من عشر سنوات لكنه تعزز أكثر في الظرفية الحالية.
وأوضحت أن الدعامتين الرقميتين التين اعتمدتهما الوزارة حاليا تهدفان الى تقديم تعليم ذي جودة لجميع تلاميذ المغرب.
كما بادر طاقم التدريس التابع لنيابة صفرو أيضا إلى توظيف الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الرقمية لمواصلة عملية تلقين المعارف المختلفة للتلاميذ، كما لو أن الأمر يتعلق بدروس حضورية، تقول المسؤولة التربوية، التي أشارت الى أن أكثر من 70 في المائة من التلاميذ يتوصلون بدروسهم بشكل عادي على مستوى الإقليم.
بل إن المدرسين قاموا بعمل استباقي حين عمدوا الى تحضير الدروس والواجبات ونماذج المراقبة لفائدة التلاميذ المنحدرين من الوسط القروي قبل إغلاق المدارس. وهي فرصة بالنسبة لهؤلاء لاكتساب مهارات متنامية في استخدام الأنترنيت بشكل سليم وإيجابي.
في ذات السياق، نوهت وفاء شاكر بالجهود الموصولة التي يبذلها المدرسون والمفتشون والأطر التربوية والإدارية من خلال المساهمة في إنتاج الموارد الرقمية ودروس الفيديو، التي تبث على البوابة الإلكترونية تلميذ تيس أو القناة الثقافية.
ومن جانبه، أبرز عزيز باكوش، المكلف بالتواصل في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لفاس مكناس، أنه منذ إعلان الوزارة عن توقيف الدروس للتلاميذ والطلبة والمتدربين، وتعويضها بالتعليم عن بعد، عبأت الأكاديمية العديد من المؤسسات والمراكز من أجل انتاج موارد الفيديو وبرامج الموارد الرقمية لجميع المستويات الدراسية مسجلا أن هؤلاء المهنيين ينشطون بشكل مستمر من أجل تأمين إنتاج ذي جودة وإنجاح هذا المشروع البيداغوجي الهام في هذه الظرفية الصعبة.
وشدد باكوش على تقوية عمليات التحسيس واحترام التدابير الوقائية المتخذة من قبل السلطات العمومية لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد.
مسلحين بالعزيمة والجدية، يأخذ تلاميذ العالم القروي زمام المبادرة معربين عن أمل لا يلين في مواصلة تكوينهم التربوي عن بعد..إلى أن تنزاح غمة الوباء.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية