ماكرون في ثالث زيارة رسمية له للرباط الشهر المقبل
تضع كل من الرباط وباريس اللمسات الأخيرة لزيارة رسمية مرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمملكة، حدد لها كتاريخ أولي، إن لم يحدث أي تأجيل كما السابق، 12 فبراير المقبل.
وتترقّبُ المملكة زيارة رسمية من الرّئيس الفرنسي، خلال فبراير المقبل، والتي تعد الزّيارة الثالثة من نوعها التي يقوم بها إلى المغرب منذ دخوله قصر الإيليزيه عام 2017.
وفي الوقت الذي لم يقع فيه أي تسريب لبرنامج الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للمغرب، كانت مصادر إعلامية نقلت في وقت سابق أنّ ماكرون سيزور المغرب لإقْناع الرباط باختيار “مجموعة الستوم” الفرنسية لصناعة القطارات فائقة السرعة لإنجاز الشطر الثاني، مرجحة أن هناك تخوّفُ فرنسي من تفضيل المغرب العرض “المغري” الذي قدّمته الصين من خلال “المجموعة الصّينية المحدودة للسكك الحديدية”، بخصوص الخط السّككي السّريع الذي سيربطُ بين مدينتي مراكش وأكادير.
يذكر أن العلاقات المغربية الفرنسية، شهدت في الآونة الأخيرة نوعا من البرود الدّبلوماسي، تأكد بالملموس عندما لم يجتمع وزير الخارجية الفرنسي بنظيره المغربي خلال الاجتماع الرئيسي متعدد الأطراف بالجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث اعتبرت هذه الواقعة سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين الرباط وباريس.
كما ظهر هذا الفتور السياسي أكثر في تصريحات وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومیر، الذي هاجمَ الاستثمارات الفرنسية في قطاع صناعة السيارات بالمغرب، خصوصا تلك التي تعد الأكثر مبيعا بفرنسا، وطالبَ بـ “تشكيل لجنة مختصة لإعادة التفكير في هذا النموذج الاستثماري، في إطار إعادة توطين هذه الاستثمارات”.
بيد أن رأيا ٱخرا ينفي أي فتور في العلاقات بين البلدين، ويعتبر ما قيل حول الموضوع فيه كثير من المبالغة، مشددا على أن باريس تدعم المغرب في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، إذ أن المغرب دائما ما يراهنُ على الموقف الفرنسي المساند له في المحافل الدّولية، وبالتّالي تمثّل باريس حليفاً مهماً للرّباط في هذه القضية الوطنية، ” فباريس كانت دائماً واضحة في دعمها للمقترح المغربي بشأن قضية الصّحراء المغربية”.
ومن الناحية الاقتصادية، يرى الرأي ذاته، أنه “إذا كان هناكَ تراجع على مستوى الاستثمارات الفرنسية في المغرب، فهذا ليس مردّه وجود فتور، بقدر ما هناك أزمة اقتصادية تطالُ الفضاء الأوروبي وتنعكسُ على علاقة فرنسا مع الدّول المغاربية ومع إفريقيا”.