الدكالي: تميز العلاقات المغربية الصينية يفتح آفاقا مهمة لتطوير التعاون في مجال الصحة
أكد وزير الصحة، أناس الدكالي أن العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين المغرب والصين في مختلف المجالات تفتح آفاقا واعدة لتطوير التعاون في المجال الصحي، وخاصة ما يهم استخدام التكنولوجيا في القطاع، والتعاون الثلاثي في افريقيا.
وأبرز الدكالي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في الدورة الثانية للمنتدى العربي-الصيني للتعاون في المجال الصحي ببكين، أن هذه العلاقات التي تم توطيدها بمناسبة الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الصين في ماي 2016، انتقلت إلى مرحلة جديدة تجسدت من خلال الشراكة الاستراتيجية والشاملة التي تؤكد على رؤية قائدي البلدين ورغبتهما في تعميق وتنويع العلاقات المغربية الصينية وفتح أفق جديدة للعلاقات التاريخية بين الرباط وبكين.
وذكر الوزير أن التعاون بين البلدين في المجال الصحي تجسد خاصة من خلال إرسال فرق طبية متعددة التخصصات من الصين إلى المغرب منذ سنة 1975، مؤكدا أن وجود هذه البعثات الطبية الصينية بالمغرب يلعب دورا هاما في تبادل الخبرات بين الطرفين في المجال الطبي، ويساهم في دعم الشبكة الاستشفائية المغربية قصد تحسين نوعية حياة الساكنة الأكثر هشاشة والأكثر بعدا.
وأضاف أن هذا التعاون النموذجي يتميز أيضا بالتنظيم المشترك للقوافل الطبية المتعلقة بجراحة العيون، بالإضافة إلى تعزيز القدرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل الصحة العامة والطب التقليدي فضلا عن الطب عن بعد.
وأشار في هذا الصدد إلى الآفاق الواعدة التي يتيحها استغلال الامكانيات التي توفرها التكنولوجيات الحديثة للتواصل من اجل توسيع مجال التعاون خاصة ما يتعلق بتقنية “الطب عن بعد”، عبر تقديم خدمات الاستشارة الطبية عن بعد للمرضى في المغرب.
وأضاف أن هناك سعي لإرساء تعاون بين البلدين في مجال “الطب عن بعد” بين مستشفيات صينية وأخرى مغربية، وبدء التجربة في إقليم مرجعي بتعاون مع أطباء صينيين، مشيرا إلى أنه إلى جانب ذلك سيتم العمل على تطوير التعاون في مجالات “الصحة الرقمية” و”الصحة المتنقلة” بالنظر إلى خبرة الصين وتطور تجربتها في هذا المجال.
من جانب آخر، تطرق الدكالي إلى أهمية تطوير التعاون الثلاثي في المجال الصحي بين الصين والمغرب وإفريقيا، وذلك بالنظر إلى العلاقات التاريخية والقوية التي تربط المغرب بمجموعة من الدول الإفريقية، مذكرا بمساهمة المغرب في بناء مستشفيات ومؤسسات صحية في عدد من الدول الإفريقية وأيضا الدعم الذي يقدمه عبر شركات صناعة الأدوية.
كما أشار إلى سعي المغرب لإرساء تعاون ثلاثي في مجالا مراقبة الأمراض ومكافحتها، وصناعة الأدوية، وتدبير المستشفيات، وأيضا ما يهم بناء المستشفيات، فضلا عن دعم تفعيل التزام الصين بتشييد مقرات بعض المؤسسات والوكالات الإفريقية في المجال الصحي.
على صعيد آخر، ذكر الوزير أن هناك رغبة في نقل تجربة التعاون الناجحة بين البلدين في مجال الاستثمار في الطاقات إلى قطاع الصحة عبر إبرام شراكات بين القطاعين العام والخاص لتشييد مستشفيات عمومية بالمغرب وذلك بمساهمة شركات صينية، مؤكدا أن التوجه المستقبلي يرتكز على تشييد البنيات التحتية الاستشفائية العمومية على هذا الأساس مع العمل على تعبئة تمويلات وقروض من مؤسسات دولية ضمنها مؤسسات صينية، بالإضافة إلى الاستفادة من خبراتها في مجال بناء المستشفيات.
كما تطرق الوزير إلى إمكانات تطوير التعاون في مجال الطب التقليدي خاصة وأن المغرب يتوفر على إمكانات مهمة في مجال النباتات الطبية، وذلك من خلال تطوير البحث العلمي في المجال وإرساء إطار قانوني وتنظيمي ملائم.
وبخصوص المنتدى العربي- الصيني للتعاون في المجال الصحي، أبرز أن هذا المنتدى يمثل بالنسبة للمغرب منصة لتبادل التجارب والخبرات كما يعزز المحادثات البناءة بين الصين والدول العربية، بهدف استكشاف مسارات جديدة للتعاون قصد تعزيز المبادرات والمشاريع المشتركة في القطاع.
وخلص الدكالي إلى أن تطوير التعاون بين المغرب والصين في هذه المجالات الصحية من شأنه تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية المتميزة وإعطائها زخما جديدا.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية