تحليل قرار “الطاس”: الوداد أخطأ وأصاب.. والترجي يواجه “جميع الصعاب”
طمأن المحلل المختص في الشؤون الرياضية، الدكتور منضف اليازغي، الجماهير الودادية عن وضعية فريقهم، بعدما أصدرت محكمة التحكيم الرياضي “طاس”، قرارها بإحالة ملف نزاع الوداد والترجي، على اللجنة التأديبية للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”.
ونشر اليازغي تدوينة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، يحلل من خلالها الوضع القانوني للوداد، بداية من إياب مباراة النهائي يوم 31 ماي الماضي، بملعب رادس بتونس، حيث اختزلها في 15 نقطة.
واستهل اليازغي، رسالته للجماهير الودادية، بتطمينها بأن الوداد تفادى الأسوأ في محطة “الطاس”، بما أن القرار ارتأى إحالة الموضوع على اللجنة المختصة بالـ”كاف”، وبالتالي فالقائمون على الملف التقطوا أمس أنفاسهم، ووضعوا أحد السيناريوهات المرعبة في سلة المهملات، وتابع أن قرار الـ”طاس”، يعتبر سندا قويا في السجال الدائر بخصوص “انسحاب الوداد”، فهو يقول إن الوداد رفض مواصلة اللعب إلا بعد تجهيز تقنية الفار، وبالتالي جاء ليقطع الطريق أمام فرضية “الانسحاب” التي لم يشر إليها تقرير حكم ومندوب المباراة.
وبخصوص إحالة الـ”طاس”، القرار للجنة التأديبية لـ”كاف”، أكد اليازغي، أن القرار الذي ستخرج به اللجنة المختصة، لن يكون محل طعن من طرف “الطاس” بحكم أن الأخيرة قالت بـ”الفم المليان” إن اتخاذ قرار بإعادة المباراة من عدمه ليس من اختصاصها، مؤكدا أن الفقرة ما قبل الأخيرة من القرار هي “القفل”، إذ أنها لا تطلب سوى تصحيح القرار على المستوى الشكلي، أي إعادة صباغته قانونيا ممهورا بتوقيع اللجنة التأديبية، وإعادته لـ”الطاس” التي لا صلاحية لها في اتخاذه، وفق ما أكدته بنفسها في قرارها.
وتابع اليازغي، أن النهاية السعيدة لفيلم “وداد”، تتحدد في مسألة أساسية وهو “التعليل” الذي سيصاحب قرار اللجنة التأديبية، في حالة إعلانها إعادة المباراة أو اعتبار الوداد فائزا، إذ يتوجب تضمينه السند القانوني المعتمد عليه، مشددا على أن اللجنة التأديبية بالكاف ستعتمد على تقرير حكم ومندوب المباراة، الذي يدين بشكل مباشر الترجي ورئيسه، معرضان لعقوبات قاسية قد تمتد حد توقيف الرئيس لأربع سنوات، وغرامة كبيرة على الفريق التونسي، مشيرا لأن الوداد لن يكون معفى من عقوبات، لكن بشكل أخف وذلك بسب نزول سعيد الناصري لأرضية الميدان، رمي الجمهور الأحمر للشماريخ، نرفزة بعض اللاعبين خلال توقف المباراة.
كما تطرق منصف اليازغي، للحكم المرتقب اللجنة التأديبية، مؤكدا أنه لن يختلف كثيرا عن حكم لجنة الطوارئ، التي قررت إعادة المباراة خلال اجتماعها بباريس شهر يونيو الماضي، مطالبا الوداد، بعدم التعامل مع القرار الذي ستأخده الكاف بسخونة زائدة في حينه، بل قراءته وإعادة قراءته، مشددا أن القرار النهائي للكاف، سيكون سندا للإعلان عن القرار النهائي للطاس، بخصوص الموضوع بما أنها أعلنت بشكل صريح أن قرارها ليوم أمس هو قرار “جزئي”.
وأشار اليازغي، إلى بعض الأمور التي أخطأ وأصاب الوداد في التعامل معها، مؤكدا الصواب بالنسبة إلى الوداد، ليلة مباراة 31 ماي 2019، كان هو إتمام المباراة بعد أن يكون قد سجل اعتراضا تقنيا، وبالتالي سد الباب أمام اللغط الدائر حول مسألة الانسحاب من عدمه، وتقديم طعن في المباراة بعد ذلك في ظروف عادية، الأمر الثاني هو أن الوداد فعل حسنا عندما قدم طعنا في المباراة في اليوم الموالي لانتهائها، أما الأمر الثالث فهو أن الوداد أحسن تدبير مرحلة ما قبل وبعد الإعلان عن قرار الكاف بباريس ثم إلى غاية الآن، والأمر الرابع هو نجاح الوداد، في دفع الترجي إلى الدخول في صراع مع الكاف، بعد التصريحات والمواقف المتهورة التي عبّر عنها مسؤولوه في جميع الاتجاهات، وهو مكسب حقيقي للوداد على اعتبار أن الكاف لن يتغاضى عن سلوك فريق الترجي منذ توقف المباراة في الدقيقة 59 إلى غاية الآن، والوداد بذلك كان كمن “يخبط” رأسي الترجي والكاف مع بعضهما البعض.
وختتم اليازغي رسالته التحليلية، بتثمين جهود جنود الخفاء الذين يعملون على هذا الملف الشائك، متنيا على الخبرات المغربية القادرة على تدبير هكذا ملف.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10217585740487842&set=a.1104577047129&type=3