مروة رويدا لـ”سيت أنفو”: هذه رهانات المغرب من مفاوضات جنيف

انطلقت صباح اليوم الأربعاء 05 دجنبر 2018 بمقر الأمم المتحدة في المدينة السويسرية جنيف، المحادثات الرباعية بين المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو”  بعد انقطاع دام من مارس 2012، مما فتح النقاش حول رهانات المغرب من هذه المفاوضات سيما تأكيد القرار الأممي الأخير على اعتبار الجزائر كطرف، وأيضا ما هي النتائج المتوقعة من طاولة الحوار ؟.

رهانات المغرب

في هذا الصدد، قالت المُحللة السياسية، مروة رويدا،  بأن “المغرب منذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى جلسة المفاوضات المباشرة، كسب تأييد ضمني وعلني بأن مقترح المغرب لحل النزاع عبر الحكم الذاتي يتميز بالجدية والواقعية، لأن أساس الدعوة إلى هذه المفاوضات هي نفسها ما دافعت عليه الديبلوماسية المغربية، مما يعني أن هناك تناغم وتجانس”.

وأضافت اللبنانية رويدا لـ “سيت أنفو”،  بأن “المغرب يؤكد على صورته الصادقة التي يقدم بها نفسه للرأي العام والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية التي تهتم بحقوق الإنسان في مخيمات تندوف والأقاليم الجنوبية، بأنه دائما مستعد للحوار ولا يتعنت بل منفتح ولا يتدخل في شؤون الدول الأخرى في نزاعاتها، بالعكس يشتكي دائما من تدخل الدول في شؤونه الداخلية سواء في ملف الصحراء أو غيره”.

وأوضحت الناشطة الحقوقية، بأن المغرب “يراهن من هذا الحوار  أن يصل لنقطة يطالب بها دائما على الصعيد الديبلوماسي والحقوقي، وهي مسألة إحصاء ساكنة تندوف التي ترفضها الجزائر أما  البوليساريو تطبق الأوامر فقط، فرغم أن القرارات الأممية المتتالية تدعو دائما إلى إحصاء ساكنة تندوف لتسمح بالتعرف على احتياجاتهم وعددهم وواقعهم الحقيقي، وأن هذه المسألة أول مراحل الحل”.

وأكدت المهتمة بقضية الصحراء، بأن “المفاوضات المباشرة التي بدأت في جنيف عبرت عن موقف أممي واضح بأن الجزائر طرف في هذا النزاع، عكس ما تدعيه وتسوق له عبر جبهة البوليساريو الإنفصالية بأنها تحضر كطرف مراقب، ولو كانت كذلك لحضرت دول أخرى أقرب إلى النزاع مثل إسبانيا أو دول أعضاء بمجلس الأمن”.

وشددت المتحدثة ذاتها، بأن “ترويج الجزائر بأن حضورها كمراقب، لا يتعدى كونه وهم وتسويق سياسي ليس له أي معنى، وهذا ما كانت تطالب به الديبلوماسية المغربية لسنوات طويلة في المحافل الدولية، لأن الجزائر تستضيفُ الصحراويين في أراضيها بتندوف، وعدد من مسؤولي البوليساريو يسافرون بجوازات سفر جزائرية، إضافة إلى تمويلها ماديا ولوجستيكا”.

وأبرزت رويدا بـ”أن المفاوضات على الأقل ستذيب الجليد الموجود بين المغرب والجزائر بسبب العديد من القضايا وليس فقط قضية الصحراء بين المغرب والجزائر، كما أنها وضعت موريتانيا على خارطة الحل، لكونها جغرفيا مرتبطة بهذا النزاع، علما أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين المغرب وموريتانيا طالما عرفت مجموعة من التجاذبات بسبب أحداث مرتبطة بالصحراء مثل التوترات الأمنية على الحدود”.

وتابعت بالقول: بأن “المفاوضات تأتي بعد القرار الأممي الأخير الذي يتحدث عن مسؤولية الجزائر في النزاع، ولا يمكن إلا الخروج بحل سياسي توافقي واقعي وقابل للتطبيق ويحظى برضا جميع الأطراف، ولا يوجد على طاولة الحوار  سواء اقليمي أو امميا سوى مقترح الحكم الذاتي، لذا لا يزال الطرف المغربي أكثر واقعية لأنه ذهب لجنيف بورقة حوار حقيقية متكاملة، ومن خلفها المشاريع الإقتصادية في الأقاليم الجنوبية”.

نتائج الحوار

شددت  مديرة مركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات حول نتائج الحوار الجاري، بأنه “لا أحد يمكن أن يعرف ما يحصل في خفايا المطبخ السياسي الدولي والمغربي والجزائري والموريتاني بهذا الخصوص، والبيانات الرسمية تؤكد على أن الجانب المغربي يذهب بلغة حوار وانفتاح مع تمسكه بالحكم الذاتي، المشكلة أن جبهة البوليساريو ومن ورائها من الداعمين، تتشبث بمقترح غير واقعي، ألا وهو الدعوة إلى الإستفتاء، في حين تنسى قرار محكمة العدل الدولية التي أكدت الإرتباط التاريخي بين القبائل والملكية عبر البيعة”.

وأشارت رويدا بأنه “إذا  تمسكت جبهة البوليساريو الإنفصالية بمسألة تقرير المصير لن تصل المفاوضات إلى نتيجة لأنه غير قابل للتطبيق، وإذا لم تسير بروح المفاوضات التي دعت إليها الأمم المتحدة، عبر اقتراح حل أكثر واقعية وقابل للتطبيق، لا يمكن الوصول إلى حل”.

إلى ذلك، أكدت بأن “الصحراويون الذين يقيمون في الأقاليم الجنوبية يتمتعون بالحقوق  السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتنمية والمشاريع الاقتصادية والإصلاح والحكامة المحلية مثل باقي مناطق المغرب، إلا أن الصحراوين في مخيمات تندوف ينتظرهم مستقبل مجهول، بسبب تعنت من يمثلهم في المفاوضات التي يعتبرونها أمل للخروج مما هم فيه”.

وذكرت المحللة السياسية بأن “المغرب واضح في أجندته التي يحملها معه ألا وهو المقترح الحكم الذاتي ولا نقاش في مغربية الصحراء أما الطرف الآخر ممثل في البوليساريو ومن ورائه الجزائر  لازلنا نجهل الأجندة التي يحملونها معهم، وإذا كانت المقترحات السابقة لن يكون الحوار سوى تحريك بسيط للأمور”.

وأوردت بأنه “إذا كانت تحمل معها أوراق أكثر انفتاحا وواقعية، وأقصد هنا الجزائر، من الممكن أن نتوقع توصيات تلامس بوادر حلول تصب في تحسين الأوضاع المزرية التي يعيشها الصحراويين في تندوف”.

واعتبرت مروة رويدا بأن ” المفاوضات تأتي بعد سقوط أسطورة ما يسمى بالأراضي المحررة التي روجها الإعلام الموالي لجبهة البوليساريو  الإنفصالية، وهذه المصطلحات التي تم التسويق لها في الداخل والخارج، ونتوقع أن العقلانية الموجود في العالم وذهاب المجتمع الدولي نحو التسويات في كل الملفات والنزاعات الموجودة اليوم قد ينتقل إلى البوليساريو والجزائر، وإلا لن نخرج بأي نتائج ملموسة”.


هزة أرضية تضرب إقليم الحوز

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى