الغضب والحزن يُخيّم على الحسيمة وعائلات المعتقلين تتلقى “العزاء”

تحولت بيوت عائلات معتقلي حراك الريف إلى ما يشبه مآتم يتوافد عليها العشرات من كل حدب وصوب، لتقديم واجب العزاء، بعد الأحكام الصادمة التي صدرت في حق أبنائهم، ليلة أمس الأربعاء.

لا شيء هنا يبعث على الفرح، الكل حزين وغاضب، والصدمة تعتري قلوب أهل الريف، من بني بوعياش؛ إلى إيمزورن وصولا إلى الحسيمة. هكذا يصف الوضع كل من تحدثنا إليه من أبناء المنطقة.

يقول والد أحد المعتقلين الذين صدرت الأحكام في حقهم، أمس الاثنين، في حديث لـ”سيت أنفو”: “10 سنين ما غاديش نشوف ولدي، علاش هاد الحكرة كلها علاش”، مضيفاً بنبرة حزينة ممزوجة بالبكاء: “ولادنا هضرو على الحق لأنهم كيبغيو بلادهم، وبغاوها تزيد للقدام علاش نقتلو الشباب لي عندو غيرة على بلادو، باقي ما متيقش هادشي و3 أيام ما شفت النعاس”.

أما بيت والدة الزفزافي فلم يُغلق بابه منذ البارحة، والنسوة يتقاطرن على الأم المكلومة يحاولن أن يواسينها في ابنها الذي حُكم عليه بعشرين سنة حبساً نافذاً. وتصف لنا الشابة كريمة “ج” حال الوضع قائلة: “تركتُ الامتحانات وجئت من وجدة بعد سماع الخبر، والتحقت ببيت والدة ناصر رفقة والدتي، الوضع هنا يشبه العزاء، بل أكثر من العزاء”.

وتضيف كريمة: “خالتي الله يصبرها (تقصد والدة الزفزافي)، أغمي عليها عدة مرات، والبيت ضاق بالنساء، الكلي يبكي، ومن حين لآخر تقوم إحداهن أو بعضهن بإطلاق الزغاريد”.

في المقاهي والأسواق وبين الأزقة، لا حديث في الحسيمة إلا عن الأحكام التي صدمت الكثيرين، وما قد يترتب عن ذلك من يأس وإحباط لدى سكان المدين ونواحيها. يقول عبد العالي، أحد ممارسي الصيد التقليدي بميناء الحسيمة، والذي كان شاهداً على مقتل محسن فكري “إن أكثر المتشائمين منّا لم يكن يتوقع أن تصدر هذه الأحكام الخيالية، لقد كنّا نأمل خيراً في القضاء، وخاب أملنا”، مضيفاً: “أتمنى أن يتدخل الملك لتصحيح المسار ومنح العفو لأصدقائنا، أما من يجب أن يكونوا في السجن، فهم أولئك الذي أوصلوا الوضع في هذه المنطقة إلى ما هي عليه اليوم”.


هزة أرضية تضرب سواحل الحسيمة وخبير في الزلازل يوضح

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى