مصطفى حجي.. حكاية أسطورية
هي الصدف التي لا تفارق أحد، تأتي لتغير مجرى الحياة، لتضفي لون آخر مغاير عن المنتظر. فالحياة صدفة، والسعادة صدفة، والمتعة صدفة، والحكايات هي أيضا تنتظر الصدفة لكي تنبعث وتعود للوجود، فهدف رونالدو في مرمى يوفنتوس، صدفة لكي نتذكر حكاية من أرشيف الزمن الجميل، حكاية هدف مشابه من روح مغربية، هدف صفقت له الأيادي وخفقت معه القلوب ووقفت له الأبدان وامتع الناظرين.
اهتز الأسطورة المغربي محلقا في السماء ليلتقي بكرة عابرة كشهاب بعيد المنال، التف وغير اتجاهها وأرسلها إلى الشباك، ليصبح اسمه يقترن بأي مقصية تلتقطها الأعين، مصطفى حجي حكاية اسطورة مغربية خلد اسمه مع كبار القارة الافريقية.
رأى مصطفى حجي النور في 16 نونبر 1971 بمدينة إفران، وترعرع على حب وعشق كرة القدم، رحل رفقة أسرته الصغيرة إلى فرنسا وهناك بدأ يبحث عن ذاته وإشعال فتيل موهبته.
بدأ حجي مسيرته سنة 1991 مع نادي نانسي الفرنسي، لعب معهم 5 سنوات، سجل خلالها 31 هدفا، كانت كافية ليعرج الى فريق مغاير في فكره ومدرسته الكروية، اختار فريق ليشبونة البرتغالي سنة 1996 لم تجري أموره جيدا مع الفريق حتى قرر تغير الأجواء سنة 1997 بفريق ديبورتيفو لاكورونيا، قضى معهم سنتين إلى أن انتقل إلى الدوري الإنجليزي.
لعب الأسد المغربي مع فريق كوفنتري سيتي الإنجليزي، واستمر معه إلى سنة 2001، سجل معهم 12 هدفا، بعدها انتقل إلى أحد أعرق الأندية الإنجليزية وهي استون فيلا، لعب لهم الى سنة 2004، ليعود بعدها إلى الدوري الإسباني عبر بوابة فريق ايسبانيول، لعب معهم 16 مباراة سجل فيها هدفا وحيدا فقط، ثم انتقل بعدها إلى نادي الإمارات الإماراتي، ومن ثم إلى نادي ساريروكن الألماني، ثم ختم مساره بفريق فولا إستش.
حكايته مع المنتخب بدأت خلال فترة الفراغ التي عرفتها الكرة المغربية، خاصة بعد خيبة كأس أمم إفريقيا 1992. قام المسؤولون بالبحث عن دماء جديدة تروي التشكيلة، لتقع الأنظار على اللاعب مصطفى حجي، الذي كان يلعب مع فريق نانسي الفرنسي، في تلك المرحلة، وينال إعجابهم، وجدوا ضالتهم في مصطفى الذي كان يعتبر صانع ألعاب الفريق وبدأ في التألق وفرض اسمه، خاض مع الأسود مونديال أمريكا 1994 وفرنسا 1998، هذه السنة الأخيرة التي ستبقى راسخة عند حجي، فخلالها تألق مع المنتخب في كأس العالم فرنسا، وساهم في تأهلهم إلى كأس أمم إفريقيا ببوركينافاسو، كما نالت المقصية الأسطورية التي سجلها أمام مصر جائزة أجمل هدف في البطولة الإفريقية، ومن أجمل الأهداف في تاريخ كأس أمم إفريقيا، والأبرز هو تتويجه بالكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب في افريقيا خلال نفس السنة، ليعود سنة 2011 وينال أيضا جائزة اللاعب الأسطورة ويصبح ضمن لائحة الأسماء الأسطورية في القارة السمراء.
هو اسم صال وجال في ملاعب العالم، داع صيته وترك خلفه حكاية أسطورية، حكاية بطلها لاعب استثنائي لامس السماء وارتقى فوق الجميع، من لاعب يبحث عن نفسه في دروب فرنسا، الى صانع العاب موهوب ينادى عليه لأول مرة، الى اسطورة نال المجد وحقق كل شيء، ورغم ذلك حكايته لازالت صامتة في رف النسيان، قابعة تنتظر من يقلب أوراقها وينفض عنها غبار الزمن.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية