بادو الزاكي.. أسطورة حارس أخضعَ العالم بقفازيه

لطالما ألهمتنا الحكايات التي ترتبط بتحقيق الأحلام، حكاية طفل كان مستلقيا محدقا في السماء ينسج حلمه، مد يده الصغيرة ليلامسه، لكنه مر كسراب، ليدرك أن العمل هو سبيله لتحقيقه، من حلم إلى هدف إلى نمط حياة.

بدأ من مدينة صغيرة، تمسك بقفازيه، وآمن بموهبته، وحلّق في سماء كرة القدم، ليفرد بعدها جناحيه على العالم، هو أسطورة الحراسة المغربية بادو الزاكي، الذي اخضع العالم لشموخه وسحره، بماقدمه بين الخشبات الثلاث.

بمدينة سيدي قاسم، رأى بادو الزاكي النور في 2 أبريل 1959، ترعرع على حب اللعبة، وكافح حتى ويجد فرصة، ويظهر إمكانياته في حراسة المرمى.

انتقل الزاكي إلى فريق جمعية سلا سنة 1976، ولم ينتظر كثيرا حتى نال إعجاب فريق الوداد الرياضي بمؤهلاته، ودافع عن عرين الفريق لـ8 مواسم، وفي سنة 1986، استطاع أن يحرك أطماع فريق ريال مايوركا ونجحوا في انتدابه.

خاض الحارس المغربي مع ريال مايوركا 6 سنوات كانت من أفضل مواسمه، وحقق معهم نتائج بارزة، أهمها التأهل لنهائي كأس ملك إسبانيا كأول مرة في تاريخ مايوركا سنة 1990، بالإضافة لوقوفه سدا منيعا لنجوم اللعبة واشهرهم آنذاك، كما فاز بجائزة أفضل لاعب أجنبي في إسبانيا، إضافة لجائزة أفضل حارس في إسبانيا لثلاث مواسم متتالية، وفي ختام مسيرته الرياضية قرر نادي مايوركا سنة 1991 إقامة تمثال له في الجزيرة، تكريما له واعترافا بعطاءه وأخلاقه العالية ومسيرته الرياضة.

مع المنتخب، حكاية أخرى تستحق أن تسيل الأقلام وتشنف المسامع، بدأت بحمله قميص الأسود في كأس أمم إفريقيا سنة 1980، لكن جوهرها كان سنة 1986، هذه السنة التي تعد من أجمل السنوات التي قضاها عبر مسيرته، وخلالها قام بكتابة تاريخه، بعدما كان ضمن الجيل الذي شارك في مونديال المكسيك.

أبان الزاكي عن علو كعبه ومعدنه الحقيقي في حراسة المرمى، ووقف سدّاً منيعا أمام أعتد المنتخبات ولم تغالط مرماه إلا كرتان فقط، ولكن اللقطة التي جعلت إسمه في أفواه العالم، كانت عندما استطاع أن ينقذ مرماه من هدف محقق، بعد تسديدة لنجم ألمانيا آنذاك، كارل هانز رومينيجه، وخلال السنة نفسها وبفضل ما قدمه من مستويات عالمية، أحرز جائزة أفضل لاعب إفريقي سنة 1986، كما حقق إنجازا غير مسبوق في التقرير الذي أعلنه الاتحاد الدولي للتاريخ وإحصائيات كرة القدم، بدخوله قائمة أفضل حراس المرمى في العالم على مر التاريخ، ليقرر بعدها إنهاء مشوار أسطوري حافل، وبداية مشوار آخر كمدرب لا يخلو مساره من الأرقام والإنجازات.

هي حكاية من حكايات الزمن الجميل، حكاية استثنائية بأحداثها وإنجازاتها، لمن تبع خيط الأمل حتى وصل مبتغاه وحقق حلمه، بدأ من لا شيء، ومر من أشياء، ليحقق كل شيء، حكايته ستبقى خالدة كرجل سيظل في القمة، فاتحاً ذراعيه شامخا بين الخشبات الثلاث.


قبل مواجهة بركان.. صدمة جديدة تدفع جماهير اتحاد العاصمة لمهاجمة الاتحاد الجزائري

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى